قال مسؤول سابق بوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الأميركيين متخصص بالشؤون التركية والسياسات الأميركية تجاه تركيا إن واشنطن لا تستطيع التخلي عن أنقرة وستخسر كثيرا بذلك.
ووصف ماثيو بريزا -في مقال له بصحيفة واشنطن بوست- مضاعفة الرئيس دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الصلب والألمونيوم التركيين بأنها تصعيد خطير وعمل عدائي ضد دولة حليفة، وأنه تم توقيت العقوبات لإحداث أعلى مستوى من الضرر على تركيا.
ويبدو أن البيت الأبيض -وفق ما يقول بريزا- قد قرر التخلي عن تركيا كحليف، الأمر الذي سيضعف حلف الناتو ويفقد الولايات المتحدة نفوذها بالشرق الأوسط ويهدد التحالف الذي لا تزال حربه ضد تنظيم الدولة بعيدة عن الحسم، خاصة وأن التقارير الواردة مؤخرا تشير إلى أن هذا التنظيم يحاول جادا العودة لميادين القتال.
وأوضح بريزا أن جوهر سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمنطقة هو إبعاد بلاده وتمكين إيران، لذلك فإن التخلي الأميركي عن تركيا يحقق ما يريده بوتين بالضبط ويجعل من المستحيل على واشنطن الاستمرار في السعي لإيجاد حلول دبلوماسية في سوريا والعراق.
الإستراتيجية الروسية
ومضى الكاتب يعدد الخسائر التي ستُمنى بها بلاده، قائلا إن أنقرة ربما تتقارب مع روسيا التي ظل هدفها الإستراتيجي منذ مدة طويلة دق إسفين بين تركيا وحلف الناتو خاصة مع واشنطن.
ولم ينس قاعدة إنجرليك بجنوب تركيا واصفا إياها بأنها أهم قاعدة عسكرية أميركية بالخارج، مضيفا أن عمله لمدة 23 عاما في الخدمة الخارجية الأميركية بالشرق الأوسط مكّنه من الوقوف على أهمية هذه القاعدة قائلا إنه لا يمكن التخلي عنها.
وأشار الكاتب إلى أن العقوبات الأميركية “الواسعة” تسببت في وقف المفاوضات ذات الحساسية حول القس أندرو برونسون والتي كانت على وشك التوصل لاتفاق، مشيرا إلى أنه يبدو أن ترامب قد فقد صبره وقرر التصعيد واللجوء إلى ما أسماه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحرب الاقتصادية.
واختتم المقال بأن المصالح الأميركية يمكن تحقيقها بشكل أفضل بالتعاون مع أحد الحلفاء بالناتو المجاور لكل من سوريا والعراق وإيران، وليس إعاقة اقتصاده، مضيفا بأنه إذا انهار الاقتصاد التركي فإن المصالح الإستراتيجية الحيوية لبلاده ستجبرها حتما على مساعدة أنقرة لاستعادة عافية اقتصادها.
المصدر : واشنطن بوست