اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة بالسعي إلى تكرار تجربة إطاحة رئيس الوزراء محمد مصدق عام 1953 وإسقاط النظام في طهران، وطالب أوروبا بأن «تدفع ثمن» تمسكها بالاتفاق النووي المُبرم عام 2015 ورفضها انسحاب إدارة الرئيس الأميركي منه، وألا تكتفي بـ «إعلان مواقف».
في الوقت ذاته، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي أن بلاده ستكشف بعد غد عن «أول مقاتلة إيرانية»، في «اليوم الوطني للصناعات الدفاعية»، علماً أن المرشد علي خامنئي عيّن الجنرال عزيز نصير زاده قائداً جديداً لسلاح الجو في الجيش الإيراني، خلفاً للجنرال حسن شاه صفي.
وأضاف حاتمي: «نعّزز صواريخنا بما يتناسب مع التهديدات وإيجاد حال ردع وتنفيذ ردّ صاعق على العدو. تعلّمنا خلال الحرب (الإيرانية – العراقية) أننا لا نستطيع الاعتماد على أحد سوى أنفسنا. أدركنا أن أحداً لن يرحمنا عندما لا نمتلك القدرة (الدفاعية). مواردنا محدودة ونحن ملتزمون تعزيز الأمن بأقلّ كلفة ممكنة».
وتابع: «أولوية وزارة الدفاع هي قدراتنا الباليستية ثم الدفاع الجوي، ونهتم أيضاً بالقدرات الجوية والبرية والبحرية. علينا تعزيز قدراتنا الباليستية، نظراً الى جهود أعدائنا في الدفاع المضاد للصواريخ. ننصح أعداءنا بألا يختبرونا».
الى ذلك، شكّل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مجموعة في وزارته، كُلِفت تنسيق سياسة الولايات المتحدة إزاء إيران وإدارتها. ويرأس «مجموعة العمل الإيرانية» براين هوك، مدير التخطيط في الخارجية الذي تولّى مساعي الإدارة لإدخال تغييرات على الاتفاق النووي، خلال محادثات مع الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، قبل أن يقرر ترامب في أيار (مايو) الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات على طهران.
وانتهز ظريف ذكرى إطاحة مصدق، في 19 آب (أغسطس) 1953، لينتقد المجموعة، إذ كتب على «تويتر»: «في مثل هذا اليوم قبل 65 سنة، أسقطت الولايات المتحدة حكومة الدكتور محمد مصدق الديموقراطية المُنتخبة شعبياً، ونصّبت مجدداً النظام الديكتاتوري وأخضعت الشعب الإيراني 25 سنة. والآن تسعى الولايات المتحدة الى تكرار السيناريو ذاته، عبر مجموعة العمل (الإيرانية)، ومن خلال ضغوط وتضليل وديماغوجية، لكن ذلك لن يحدث مجدداً».
وأشار ظريف إلى أن دولاً أوروبية «قدّمت اقتراحات للحفاظ على العلاقات النفطية والمصرفية مع إيران، بعد الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية»، المرتقبة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. واستدرك أن تلك التدابير هي «إعلان مواقف أكثر منه إجراءات عملية»، وتابع: «يقول الأوروبيون إن الاتفاق النووي إنجاز أمني بالنسبة اليهم. بطبيعة الحال، على كل بلد الاستثمار ودفع ثمن أمنه. نعتقد بأن أوروبا ما زالت غير مستعدة لدفع (هذا) الثمن. يجب أن نراها تدفعه خلال الشهور المقبلة».
أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، فاعتبر أن «مكر الإمبريالية الأميركية وخداعها، اللذين شهدتهما ايران في انقلاب 1953، يتكرر في ملف الاتفاق النووي واستهداف القدرات الدفاعية لإيران ووجودها الإقليمي». ولفت الى أن إطاحة مصدق كبّدت ايران «تكاليف باهظة، سياسياً واقتصادياً وأمنياً»، وسأل الأميركيين: «كيف تجرؤون على الحديث عن حرية الأمّة الإيرانية، وسجّلكم أسود نتيجة الانقلاب وتعيين نظام صوري شمولي»؟
الى ذلك، أعلن إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، أن حكومته «تبحث عن حلول لبيع نفطنا وتحويل إيراداته»، بعد العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على قطاعَي الطاقة والمصارف في إيران.
الحياة