يغيب الشعور بالاستقرار عن السكان في مدينة منبج (شمالي سوريا) بعد تأخر تطبيق ما عرف بخريطة الطريق التي اتفق الجانبان التركي والأميركي على تنفيذها فيما يخص المدينة في الرابع من يونيو/حزيران الماضي.
وتسيطر على منبج ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي فيها، رغم أن العرب يشكلون أغلبية سكان المدينة، حيث يتولى مجلس منبج العسكري إدارة المدينة وتتبع له القوات الموجودة فيها بشكل مباشر.
ورغم أن أنقرة لا تتهاون عادة في التعامل مع المقاتلين الأكراد فقد أبعدت التفاهمات التركية الأميركية شبح المواجهة العسكرية المباشرة عن المدينة ولاح في الأفق إمكانية التوصل إلى حل سلمي.
وقد رجّح كلام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار السبت الماضي حول قرب موعد بدء التدريبات العسكرية التركية الأميركية المشتركة داخل منبج فرص السير قدما في تنفيذ خريطة الطريق في منبج بعد تسيير الدوريات التركية المستقلة على حدود المنطقة منذ أشهر.
بعد رمزي
وعن التدريبات العسكرية المشتركة المتوقعة، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي للجزيرة نت إن هذه التدريبات تحمل مفهوما غامضا، لأن كلا الطرفين التركي والأميركي لا يحتاج إليها، معتبرا أنها تنطوي على قيمة رمزية وهي تأتي لتؤكد أن التفاهم لا يزال سائدا بين أنقرة وواشنطن فيما يخص منبج من خلال اشتراك الجانبين بنشاطات عسكرية.
وقال النيفي إن سكان منبج فوجئوا بتأخير تنفيذ خريطة الطريق وقد كانوا يتوقعون أن تنفذ بنودها بشكل سلس وسريع بعد أن أخذت الدوريات التركية الأميركية المشتركة في محيط منبج طابعا روتينيا.
وعزا النيفي أسباب التأخر في تطبيق خريطة الطريق إلى أن الجانب الأميركي لا يريد لقوات سوريا الديمقراطية أن تغادر منبج دون أن يمنحها أسباب الطمأنينة، موضحا أن الأميركيين تخلوا عن هذه القوات عسكريا لكنهم يريدون للإدارة المدنية التابعة لها وللكوادر التي تدير المدينة والتي تعتبر حليفا للأميركيين أن تبقى على رأس عملها.
النيفي اعتبر أن قوات سوريا الديمقراطية تماطل في تسليم منبج (الجزيرة)بحث عن حاضنة
من جهة أخرى، أشار النيفي إلى أن قوات سوريا الديمقراطية في منبج تماطل في مغادرة المدينة لأنها تبحث عن مظلة جديدة بعد تخلى أميركا عنها، وأن هذه القوات أخذت مؤخرا في التواصل مع النظام السوري فيما يبدو بحثا عن حاضنة أخرى غير القوات الأميركية.
وأضاف النيفي أن السكان في منبج باتوا يتخوفون من إمكانية تسليم قوات سوريا الديمقراطية مدينة منبج للنظام السوري، لأن الجانب الأميركي بات ليس محلا للثقة خاصة بعد تجربة جنوب سوريا عندما تخلت الولايات المتحدة عن حلفائها في درعا والقنيطرة (جنوبي سوريا)، لافتا في الوقت ذاته إلى أن أنقرة تتبع سياسة الصبر في منبج لكنها لن تتساهل مع مقاتلي الوحدات الكردية على حدّ تعبيره.
المصدر : الجزيرة