لمحة تاريخية عن مدينة دافوس:
ابتداء من منتصف القرن الثامن عشر أصبحت دافوس وجهة للأثرياء والمرضى الباحثين عن العلاج الطبيعي، وذلك لأن المناخ الفريد للوادي المرتفع يوصي به الأطباء للمصابين بأمراض الرئة, ومن المشاهير الذين قضوا شتاءهم في دافوس الأديب الإنجليزي روبرت لويس ستيفنسون الذي كان يعاني مرض السل، والروائي الشهير آرثر كونان دويل مبتكر شخصية شارلوك هولمز حيث كتب مقالاً عن التزحلق في دافوس عام 1889م، وإضافة إلى هؤلاء الأديب الألماني توماس مان.
ما هو منتدى دافوس
يعد منتدى دافوس منظمة غير حكومية وغير ربحية يعقد سنويا في مدينة دافوس السويسرية، أسسها أستاذ في علم الاقتصاد كلاوس شواب فى “وهو أستاذ جامعى سويسرى متخصص فى إدارة الأعمال”، الدعوة لمديرى المؤسسات الأوروبية لاجتماع غير رسمى فى مدينة دافوس بســويسرا فى يناير 1971 وذلك كمحــاولة لمواجهة المشــروعات والشركات الأوروبية لتحديات السوق العالمية.
ويعد المنتدى فرصة سنوية لتلاقي نحو الف شخص من النخبة الى جانب رؤساء الحكومات والوزراء، ممثلى الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى ، والقادة السياسيين و الاقتصاديين بهدف النقاش في المشكلات الاقتصادية والسياسية التى تواجه العالم وكيفية حلولها.
يعقد المنتدى اجتماعاته السنوية في دافوس حيث يتم وضع مسودات لخطط ومشاريع اقتصادية مشتركة، هذا الى جانب دوره التعبوى لسياسات النيوليبرالية للبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية التي تستهدف بالأساس لخصخصة الخدمات الأساسية وتحريرالسوق وخلق مناخ يسمح بالاستثمار بما يتطلبه ذلك من إصلاحات سياسية.
واصبح المؤتمر يعقد اجتماعاته منذ عام 2002 بالتناوب بين مدينة دافوس السويسرية ومنطقة البحر الميت في المملكة الاردنية الهاشمية حيث اخذ هذا التناوب طابع العرف تقريبا .
شروط العضوية
وعلى الرغم من ان المنتدى غير ربحي ولا يعد حكوميا إلا ان شروط عضويته تحتم ان يكون دخل الشركة لا يقل عن مليار دولار في السنة، الى جانب اشتراك عضوية سنوي 12.500 دولار، اما الاشتراك في المؤتمر السنوي فيكلف 6.250 دولار، واذا ارادت الشركة الاشتراك في وضع اجندة هذا المؤتمر قبل انعقاده فتدفع 250 الف دولار، واذا ارادت ان تكون شريكا دائما فتدفع 78 الف دولار.
لقد رأى قادة العالم ان الاجتماعات السنوية ليست بكافية لدرء مخاطر العالم، فوجبت الحاجة لعقد اجتماعات إقليمية من 5 الى 10 اجتماعات إقليمية على مدار العام في أميركا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط من اجل التسريع لعملية “الانفتاح والاندماج الاقتصادي” والتعبئة لسياساته.
وابرز الشخصيات التي شاركت في منتدى دافوس
– العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، وزوجته الملكة رانيا.
– الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
– المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.
– الرئيس الماليزي مهاتير محمد.
– الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
– الملياردير الأميركي، بيل غيتس.
سبب اختيار الاردن لعقد المنتدى
لا شك ان لطبيعة المكان وجغرافيته اهمية بالغة في اختيار البحر الميت لعقد هذا المؤتمر الهام جدا ، وخصوصا انه مكان فريد من نوعه في العالمي ويمتاز بمناخ حار جدا في اغلب اوقات السنة، وهو ما يجعله يقف على الجهة المقابلة لمناخ مدينة دافوس السويسرية التي تتميز بمناخ بارد جدا في اغلب الفصول وهنا اشارة ضمنية الى خاصية التنوع البيئي العالمي فمن أعلى نقطة في أوروبا حيث جبال الألب الى اخفض بقعة في العالم حيث البحر الميت .
اما اختيار منطقة الشرق الأوسط لعقد حوالي ثمانية اجتماعات إقليمية بدأت فى 2002 حتى 2015 في الأردن على التوالي وهنا يرى الخبراء ان هذا الاختيار جاء لما يلي :.
– ان اختيار الأردن موقعا شبه دائم لعقد هذا المنتدى يؤكد ظاهرة عالمية اصبحت واقعا وهي انتقال نقطة ارتكاز الاقتصاد العالمي من الغرب الى الشرق وهنا تبرز أهمية الموقع الجغرافي الهام للأردن ضمن هذا السياق حيث يشكل موقعه نقطة تقاطع مفصلية بين الدول الغنية في الغرب والنامية الشرق.
– الدور الإقليمي المميز الذي يتمتع به الأردن والذي جعل منه وجهة أساسية للمؤتمرات العالمية والإقليمية.
– دمج المنطقة في الاقتصاد العالمي ومناقشة مستقبل المنطقة السياسي والاقتصادي وما يتطلبه ذلك من استقرار.
– الاردن باعتباره بوابة لدخول أسواق المنطقة وأسواق الدول التي ترتبط معها المملكة باتفاقيات للتجارة الحرة ، وفتح الأسواق امام التجارة العالمية .
– تركيز جهود بناء المؤسسات في دول المشرق العربي وشمال إفريقيا حيث تعمل دول هذا الإقليم على تفعيل التجارة البينية والتجارة مع مناطق أخرى بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.
منتدى دافوس 2015
تتنظم فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي / دافوس خلال الفترة بين 21 – 23 أيار مايو 2015 ،على الشاطئ الشرقي للبحر الميت، تحت شعار “ايجاد اطار اقليمي جديد للازدهار والسلام والتعاون بين القطاعين العام والخاص.
وبمشاركة حوالي الف مشارك من اكثر من 50 دولة من زعماء دول وصناع السياسات ورجال اعمال ومستثمرين وفعاليات و مؤسسات مدنية وقيادات شبابية، فالمنتدى يقدم فرصا لتبادل التجارب وتلاقح الثقافات، والبحث في التحديات الحقيقية التي تواجه المنطقة وسط تقلبات شديدة الخطورة ، ولاسيما التراجع الحاد في أسعار النفط، وانكماش الاقتصاد في منطقة اليورو، واليابان، وتباطؤ النمو في الصين والصراعات السياسية حول العالم . و طرح سياسات الاصلاح الاقتصادي، وتوفير فرص عمل جديدة لمعالجة البطالة التي تشكل تحديا كبيرا في دول المنطقة، ومعاناة اللاجئين والاعباء الكبيرة التي يتحملها الاردن بكل قطاعاته.
وبحسب مراقبيبن ومتابعين فان المنتدى يقدَّم خلال ايامه الثلاث حزمة من المشروعات معظمها تتعلق بمشاريع الطاقة والمياه والبنية التحتية بمبالغ قد تكون الكبرى منذ عقود مضت، ويتيح فرص اللقاء بين رجال الاعمال والمستثمرين لاطلاق شراكات حقيقية تعود بالمنفعة على الاردن وشركائه في القطاع الخاص المحلي ونظرائه العرب والدوليين.
و من المتوقع ان تحمل اعمال المنتدى لهذا العام في ثناياها الكثير من الخطط والمشاريع الغاية في الاهمية، وتمهد الطريق امام الاقتصاد العالمي والمجتمع الدولي للسير قدما في معالجة الاختلالات الاقتصادية والسياسية والبيئية التي يعاني منها العالم.
عامرالعمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية