أميركا تحذّر رعاياها من السفر إلى العراق

أميركا تحذّر رعاياها من السفر إلى العراق

حذرت الخارجية الأميركية رعايا الولايات المتحدة من السفر إلى العراق، في خطوة تأتي بعد ساعات على إغلاقها قنصليتها في البصرة على خلفية تهديدات إيرانية. وجاء قرار إغلاق المقر الديبلوماسي بعد هجوم بقذائف «هاون» هو الثاني خلال شهر الذي يستهدف مبنى القنصلية داخل مطار المدينة. وفيما أبدت الخارجية العراقية أسفها لهذا القرار، اعتبر محافظ البصرة أسعد العيداني أن إغلاق القنصلية سيؤثر سلباً على المدينة.

وأمر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإغلاق القنصلية ليل أول من أمس، للمرة الأولى منذ افتتاحها عام 2010. ثم صدر قرار للخارجية الأميركية يقضي بمغادرة العاملين في القنصلية المدينة.

وأبلغ مصدر عراقي «الحياة»، أن حكومة حيدر العبادي فوجئت بالقرار الأميركي ولم يتم التشاور معها مسبقاً في شأن إغلاق القنصلية. وأضاف أن اجتماعات عقدت أمس، مع مسؤولين في السفارة الأميركية في بغداد، للتداول في حيثيات القرار والسعي إلى إعادة فتح القنصلية.

وأضاف أن مقر القنصلية تعرض سابقاً لهجمات بقذائف هاون، وكان الرد عبر إجراءات أمنية مشددة، لكنّ الهجومين الأخيرين عليه خلال شهر دفع واشنطن إلى اتخاذ قرار الإغلاق.

وعبرت الخارجية العراقية عن أسفها، وقال الناطق باسم الوزارة أحمد محجوب في بيان أمس، أن الوزارة «تأسف لقرار وزير الخارجية الأميركي سحب موظفي القنصلية في البصرة وتحذير المواطنين الأميركيين من السفر إلى العراق».

ولفت إلى أن «العراق ملتزم حماية البعثات الديبلوماسية الأجنبية»، مشيراً إلى أن «الحكومة العراقية عازمة على مواجهة أي تهديد يستهدف البعثات أو أي زائر».

ودعا محجوب «البعثات الديبلوماسية إلى ألا تلتفت لما يروّج «لتعكير الأمن والاستقرار والإساءة الى علاقات العراق مع دول العالم».

إلى ذلك، اعتبر محافظ البصرة أسعد العيداني أن إغلاق القنصلية الأميركية سيؤثر سلباً على المدينة. وقال إن الصراعات الإقليمية وراء ما جرى.

وكان نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، اتهم القنصلية بالوقوف وراء التظاهرات وحرق مقرات أحزاب وفصائل شيعية، إضافة إلى القنصلية الإيرانية في المدينة، فيما شنّت وسائل إعلام إيرانية هجوماً على ناشطين مدنيين واتهمتهم بالعمل مع القنصلية الأميركية.

وقال الوزير مايك بومبيو خلال اجتماعات مع نظرائه على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: «نظراً إلى التهديدات والتحريضات المتزايدة والمحددة لمهاجمة أفرادنا ومرافقنا في العراق، أمرت بعملية انتقال موقتة للديبلوماسيين في العراق».

وشدّد على أن «أميركا سترد فوراً وفي شكل متناسب على أي هجوم ضدها»، كاشفاً أن بلاده «أبلغت طهران أنها ستتحمل مسؤولية أي ضرر يلحق بأميركيين أو بمنشآت أميركية في العراق على يد قوات إيرانية أو ميليشيات مرتبطة بها».

وأعلنت الناطقة باسم الوزارة هيذر نويرت، في بيان، أن سفارة الولايات المتحدة في بغداد ستستمر في تقديم الخدمات القنصلية الكاملة للأشخاص الموجودين في البصرة والمناطق المحيطة بها.

وعلى مدى الأيام الأخيرة، أصدر مسؤولون أميركيون تحذيرات إلى إيران وميليشيات مرتبطة بها، من عواقب محاولة استهداف المصالح الأميركية في العراق، مع اقتراب تنفيذ واشنطن حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على طهران في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وألقت هذه التطورات بظلالها على مفاوضات عسيرة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وسط خلافات عميقة بين القوى الشيعية والسنية والكردية على اختيار رئيس الجمهورية الجديد الذي يمتلك صلاحية تكليف مرشح الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً بتشكيل الحكومة الجديدة. وفشل اجتماع عقده أمس رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، والمرشح لرئاسة الجمهورية عن الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، في حسم الخلاف الكردي على المنصب، علماً أن بارزاني يصر على تقديم مرشحه فؤاد حسين.

وقال بارزاني بعد الاجتماع: «منصب رئاسة الجمهورية مرتبط بالاستحقاقات السياسية لشعب كردستان، وليس حكراً على أي شخص أو حزب أو طرف معين، ولهذا المنصب علاقة مباشرة بكل المكونات العراقية ومن ضمنها شعب كردستان».

ورد برهم صالح قائلاً إن «القرار النهائي في شأن المنصب يجب أن يصدره البرلمان العراقي، وهذه خطوة باتجاه القضاء على المحاصصة الحزبية».

الحياة