ما يحدث في شينغيانغ مروّع للغاية، فمجرد القيام بأي من 48 فعلا أو سلوكا يكفي لاعتقال صاحبه دون محاكمة ولأجل غير مسمى، في معسكرات أقامتها الحكومة الصينية “للتثقيف السياسي”.
فالحكومة الصينية تشن -بحسب ما نقلته مدونة “طريق الحرير”- حملة لا هوادة فيها على المسلمين الإيغور والكزاخ.
فبعض الطرق المستخدمة لرصد وتقييد حركة أهل شينغيانغ لا يمكن تصورها إلا في الخيال، إذ قام الحزب الشيوعي بجمع الحمض النووي وبصمة قزحية العين وعينات صوتية لهؤلاء السكان المحليين.
كما أنه يقوم بتحليل محتويات أجهزتهم الرقمية، واستخدام بطاقات الهوية المشفرة رقميا لتتبع تحركاتهم ووضع كاميرات المراقبة بالفيديو في أماكن وجودهم.
والأكثر إثارة للقلق هو الشبكة الواسعة من معسكرات التعليم السياسي التي أنشئت من أجل “إعادة تثقيف” الإيغور ممن لا يزالون مرتبطين بثقافتهم الأصلية، وتحتجز الصين في هذه المعسكرات ما بين ستمئة ألف و1.2 مليون من قومية الإيغور.
ويحدد الكاتب والمحلل المقيم سابقا بالصين تي غري -في مدونة “طريق الحرير” المنشورة على موقع ميديابارت الفرنسي 48- سلوكا وعملا يقول إن أيا منها يكفي للزج بالإيغوري أو الكزاخي في السجن دون محاكمة، نذكر منها:
– امتلاك خيمة.
– امتلاك طعام فائض.
– امتلاك بوصلة.
– امتلاك حساب واتساب.
– الفطور قبل طلوع الشمس.
– عدم تناول الخمر.
– عدم السماح للمسؤولين بالنوم في سريرك والأكل من طعامك والإقامة في بيتك.
– عدم التدخين.
– البكاء في الأماكن العامة في حال وفاة الوالدين.
– أن يكون لدى الشخص الكثير من الأطفال.
– الحديث إلى شخص سافر إلى الخارج.
– سفر الشخص نفسه إلى الخارج.
– مجرد معرفة شخص سافر إلى الخارج.
– مشاهدة فيديو مصور في الخارج.
– وضع شيء على الرأس في حال وجود العلم الصيني.
– لبس الحجاب لمن تقل أعمارهن عن 45 عاما.
– الذهاب إلى المسجد.
– الصلاة.
– الصوم.
– الاستماع إلى محاضرة دينية.
– الحديث باللغة الأم في المدرسة.
– لبس قميص يحمل حرفا عربيا.
– الدفن على الطريقة التقليدية.
– محاولة الانتحار خلال احتجاز الشرطة.
– دعوة عدة أفراد من العائلة دون التسجيل لدى السلطات الأمنية.
– وجود علاقة مع أي شخص قام بأي من الأفعال الـ48.
وتعلق المدونة على هذه القيود بقولها إن أحدا لا يمكن أن يميز بالضبط بين ما هو سياسة رسمية للحزب الشيوعي في هذه الإجراءات وما هو مجرد قرارات تعسفية اتخذها مسؤولون محليون.
لكن ما تشي به هذه الإجراءات أنها لا تستهدف الإرهاب كما هو معلن، وإنما تدمير عقيدة الأقليات وهويتهم، إذ إن ما اعتبرته الصين حملة على الإرهاب في هذه المنطقة قد خلق جوا من الرعب وعدم اليقين جعل الإيغوري يخشى من كل فعل يأتيه في كل جوانب حياته، وفقا للمدونة.
المصدر : الصحافة الفرنسية