يكشف كتاب جديد بعنوان “رؤساء الحرب” سينشر بعد غد الثلاثاء كيف كادت أميركا تستخدم السلاح النووي أثناء حربها في فيتنام، لولا إلغاء الرئيس الأميركي ليندون جونسون للعملية.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن الكتاب الذي ألفه مايكل بيشلوس وتضمن وثائق رُفعت عنها السرية مؤخرا؛ تفاصيل متعلقة بالحرب في فيتنام، حيث قرر قائد القوات الأميركية هناك تفعيل خطة لنقل أسلحة نووية إلى فيتنام.
وكشف الكتاب عن استعدادات سرية لفترة طويلة قام بها القائد الأميركي وليام س. ويستمورلاند للحصول على أسلحة نووية ووضعها تحت تصرفه إذا ما وجدت القوات الأميركية نفسها على وشك الهزيمة في “خي سانه”، وهي من أشرس المعارك في الحرب الفيتنامية.
الفك المكسور
وأعد الجنرال ويستمورلاند العملية السرية لنقل الأسلحة النووية وأطلق عليها اسم “الفك المكسور”، لكن جونسون أوقف العملية خوفا من اتساع الحرب وتدخل الصين كما حدث في الحرب الكورية عام 1950.
وذكرت الصحيفة أنه لو تم استخدام السلاح النووي لتعاظمت أهوال تلك السنوات التي تُعتبر أكثر سنوات التاريخ الأميركي الحديث عنفا.
وقال بيشلوس إنه مؤكدٌ أن الرئيس جونسون ارتكب أخطاء في حرب فيتنام، لكن يجب على الأميركيين تقديم الشكر له لوقف تطوّر تلك الحرب أوائل 1968 إلى حرب نووية بعد 23 عاما فقط من إسقاط القنابل النووية على ناغازاكي وهيروشيما في اليابان.
ضغط على القادة
وأشار الكتاب إلى أن الرئيس جونسون -مع قرب معركة “خي سانه”- ضغط على قادته العسكريين بأن لا يدخروا جهدا حتى لا تتكبد قواتهم هزيمة مزعجة تتحوّل إلى كارثة سياسية وإذلال شخصي.
وعلقت نيويورك تايمز بأن تلك الحادثة لها أصداء في الوقت الراهن، فقبل 14 شهرا فقط هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام سلاح نووي ضد كوريا الشمالية، وهي دولة لا يمكن مقارنتها بفيتنام الشمالية في الستينيات، إذ إن كوريا اليوم تمتلك أسلحة نووية.
ورغم أن الرؤساء الأميركيين أيضا سبق أن فكروا في استخدام سلاح نووي، مثل جون كينيدي خلال أزمة الصواريخ في خليج الخنازير بكوبا ضد الاتحاد السوفياتي السابق، والرئيس هاري ترومان عام 1951 بالحرب الكورية، فإن حالة “خي سانه” تختلف عن غيرها كما تظهر الوثائق، لأن استخدام السلاح النووي كان يطالب به قادة عسكريون ميدانيون.
200 عام
ويستعرض كتاب بيشلوس التحديات التي واجهت الرؤساء الأميركيين منذ توماس جيفرسون (1801-1809) إلى جورج دبليو بوش (2001-2009)، أي خلال مئتي عام.
ويكشف الكتاب أنه في الوقت الذي كان يجري فيه نقاش حول استخدام السلاح النووي بفيتنام، كان أعضاء مجلس الشيوخ غاضبين من اكتشاف أن الرئيس ومساعديه كانوا يكذبون عليهم حول تطورات تلك الحرب، وأن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس جي فولبرايت أبلغ زملاءه باللجنة أن الرئيس ومساعديه كذبوا عليهم، وأن ذلك يعني أن الولايات المتحدة فقدت ديمقراطيتها.
ويضيف أن نقاشا بدأ آنذاك لعزل الرئيس بسبب ذلك الكذب، ولم يتوقف إلا بعدما أعلن جونسون أنه لا يعتزم خوض سباق الرئاسيات مجددا.
المصدر : نيويورك تايمز