القضاء العراقي ينشر اعترافات “داعشيَّين” اعتقلا في سورية

القضاء العراقي ينشر اعترافات “داعشيَّين” اعتقلا في سورية

كشفت السلطة القضائية في العراق اعترافات اثنين من عناصر تنظيم “داعش” مدانين بالإرهاب لقاء تقديمهما خدمات للتنظيم في مجالات الإسناد والدعم اللوجستي والإعلام.

وأفاد مجلس القضاء العراقي الأعلى في بيان، بأن “الإرهابيين أبو سعيد وأبو زياد كانا من بين 15 إرهابياً ألقي القبض عليهما في سورية بجهود جهاز الاستخبارات الوطني العراقي وبإشراف القاضي المختص”.

وأدلى أبو سعيد (23 سنة) وهو عراقي الأصل يحمل الجنسية السورية باعترافاته أمام قاضي التحقيق المختص، وأكد أن عمله في الإعلام أطلعه عن كيفية عمل المنظومة الإعلامية لـ “داعش”.

وقال: “كنت أسكن في سورية وأعمل مصمماً للأزياء إلى أن تعرفت إلى أحد الأشخاص العاملين في الوحدة الإعلامية لتنظيم داعش في ولاية الفرات، وأقنعني بالانتماء إلى التنظيم، فرددت البيعة أمام رجل كان يتولى إلقاء المحاضرات علينا خلال تلقينا الدورة الشرعية”.

وكان أبو سعيد ظهر في صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يرتدي الزي الخاص بـ “داعش”، حاملاً سلاحاً في يده اليمنى، ورافعاً يده الأخرى للتلويح بعلامة النصر. وأضاف: “عملت في الإعلام في ولاية الفرات وتوليت العمل في طبع الصحف الورقية، وكذلك في وكالة أعماق وطبع المنشورات والخطب الموحدة الخاصة بالتنظيم، كما شاركت في تصوير عمليات القتل التي كان يقوم بها التنظيم وإظهارها على شكل إصدارات وبثها”.

وأكد أن “المواد والمنشورات والفيديوات كانت ترسل إلى المركزية الإعلامية في دير الزور، المسؤولة عن كل ما يصدر عن التنظيم إعلامياً وترتبط بها كل الوحدات الاعلامية، وكانت تدار من قبل خبراء ومهندسين ومخرجين أجانب ومن جنسيات مختلفة، يستخدمون معدات ذات تقنيات عالية ومتقدمة جداً”. وكشف أن “آخر عمل لي مع داعش كان في الشرطة الإسلامية قسم المرور، إذ نَظّمت معاملات المواطنين وساهمت في تحصيل الضرائب”، لافتاً إلى أنه أصيب بيده اليسرى بقصف للطائرات أثناء مرابطته عند أحد حواجز التنظيم.

وأشار إلى أن انتماءه إلى التنظيم كان للحصول على امتيازات وصلاحيات كان يتمتع بها عناصره”. وقال: “كنت أتعاطى الهيرويين وبعد دخول التنظيم أصبح مستحيلاً الحصول عليها، فقمت باستخدام الأدوية (الترامادول) الذي حصلت عليه من أحد أصدقائي في إحدى الصيدليات”.

ونقل البيان عن المدان الآخر الملقب بأبو زياد (43 سنة) قوله: “كنت أسكن في قضاء حديثة وأعمل في رعي الأغنام، ومن بعدها في تجارة الأسماك حتى دخول تنظيم داعش إلى مناطقنا، عندها التقيت بأيوب، أحد أقاربي الذي كان قيادياً في التنظيم وعرض علي الانتماء، فوافقت مباشرة ورددت ما يسمى البيعة التي يجب على كل من ينتمي للتنظيم ترديدها، رددتها أمام شخص ملقب بأبي قتادة وهو المفتي الشرعي لما يسمى ولاية الفرات، وشاركت في دورات تأهيلية بينها دورة شريعة وأخرى عسكرية، ثم عملت في نقل الجرحى والمصابين من أفراد التنظيم خلال المعارك حتى انتقلت إلى نينوى لأصبح مسؤولاً عن مفرزة عسكرية مهمتها الإسناد خلال المعارك، كما عملت مراقباً للطرق، إذ كنت أرصد تحركات القوات العسكرية العراقية، كوني ابن تلك المناطق الحدودية وأعرفها جيداً، وزودت التنظيم بإحداثيات ومجريات الأمور”.

وأضاف: “لدي 10 أولاد 5 إناث و5 ذكور، تم تجنيد ثلاثة من أولادي في صفوف التنظيم ممن تتراوح أعمارهم من 14 إلى 20 سنة وخاضوا معارك عدة، وأذكر أنني التقيت بولدي الكبير في إحدى المعارك في الموصل حيث قتل هناك، أما الاثنان الآخران، فكانا يعملان ضمن ولاية حمص في سورية وقتلا هناك”.

وتابع: “زوجّت بناتي اللواتي تتراوح أعمارهن بين 21 سنة و16 سنة إلى عناصر في تنظيم داعش خلال فترة وجودنا في سورية، وزوجت ابنتي الكبرى إلى المدعو أبو عبد الله الزوبعي والذي يشغل منصب المجهّز العام في التنظيم”. وزاد أبو زياد: “خضت معارك عدة مع التنظيم ضد القوات العسكرية العراقية في نينوى، أبرزها: معارك حي القدس والفيصلية ومعارك المطار في الموصل، كما كلفت بنقل ارهابيين تم تجنيدهم وينحدرون من جنسيات أجنبية مختلفة، فضلاً عن مقاتلين عرب من سورية إلى العراق، إذ كنت أنقلهم من مركز في دير الزور إلى مركز أبو رقية القرداش في الموصل”. وأشار إلى أنه “عند اشتداد المعارك وسيطرة القوات العسكرية العراقية على معظم المناطق وانكسار التنظيم، تلقينا أوامر بالتوجه إلى سورية، وبالفعل توجهنا إلى محافظة دير الزور في منطقة هجين، حيث عملت في ديوان الركاز في ولاية الخير، وهناك كنت اتنقل بواسطة هوية أحوال مدنية مزورة وكتاب من مفوضية شؤون اللاجئين يؤكد أنني لاجئ، إلا أنني فوجئت بالقبض علي عند أحد الحواجز الأمنية في سورية وتم تسليمي إلى جهاز الاستخبارات العراقي”.

الحياة