تناقص المشترين يدفع النفط الإيراني إلى الصين

تناقص المشترين يدفع النفط الإيراني إلى الصين

أرسلت إيران كميات غير مسبوقة من النفط الخام إلى الصين، من المتوقع أن تصل خلال الشهرين الجاري والمقبل، في وقت تواجه صعوبات في العثور على مشترين لنفطها بسبب العقوبات الأميركية التي ستدخل حيّز التنفيذ في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وأفاد مصدر ملاحي في شركة الناقلات الوطنية الإيرانية وبيانات «رفينيتيف أيكون»، بأن الشركة تشحن أكثر من 20 مليون برميل من النفط إلى ميناء داليان بشمال شرقي الصين»، لافتاً إلى أن إيران تملك سبلاً عدة لبيع النفط، وعندما تصل الناقلات إلى داليان سنقرر هل نبيع إلى مشترين آخرين أم إلى الصين».

ووفقاً للأرقام، فإن إجمالي 22 مليون برميل من النفط الخام الإيراني قد حُملت حتى الآن على متن ناقلات مملوكة لشركة الناقلات الإيرانية، ومن المتوقع أن تصل داليان في تشرين الأول (أكتوبر)، وتشرين الثاني (نوفمبر).

ويتلقى الميناء عادة بين مليون وثلاثة ملايين برميل من النفط الإيراني شهرياً، وفقاً لبيانات ترجع إلى كانون الثاني (يناير) 2015.

وتجد إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، صعوبة في العثور على مشترين لنفطها قبيل العقوبات الأميركية على صادراتها من الخام.

وخلال الجولة السابقة من العقوبات والتي رُفعت بموجب الاتفاق النووي في 2015، لجأت إيران إلى تخزين النفط في داليان، وجرى بيعه لاحقاً إلى مشترين في كوريا الجنوبية والهند. وتضم داليان بعض أكبر مصافي التكرير ومنشآت تخزين النفط التجارية في الصين.

وكانت وكالة «رويترز» أكدت الأسبوع الماضي أن الناقلة «ديون» وهي واحدة من بين 11 ناقلة عملاقة، أفرغت في الثامن من تشرين الأول، النفط في صهريج تخزين من دون رسوم بقطاع شينغانغ بميناء داليان، في حين أغلقت ناقلة عملاقة ثانية هي «دينو 1» جهاز التتبع بها في الثالث عشر من تشرين الأول قرب الميناء.

وعادت الناقلة «دينو 1» للظهور في وقت سابق من الأسبوع الجاري قرب تايوان وقد أفرغت شحنتها.

وتضم منطقة شينغانغ عدداً من مجمعات مستودعات التخزين لاحتياطات تجارية واستراتيجية. وتدير «مؤسسة البترول الوطنية الصينية» (سي أن بي سي) وشركة «ميناء داليان» المخزونات التجارية في المنطقة، وفقاً لمعلومات على الموقعين الإلكترونيين للشركتين.

وأكد مصدر مطلع، أن «سي أن بي سي لا تتوقع وصول أي نفط إيراني إلى داليان»، مضيفاً أن «من المستبعد أن يحصل مشترون على النفط الإيراني من الصهاريج في داليان بسبب العقوبات الأميركية».

والاحتفاظ بالنفط في مخازن من دون رسوم يمنح مالكي الشحنة خيار بيع النفط داخل الصين أو إلى مشترين آخرين في المنطقة. وتغلق سفن شركة الناقلات الوطنية الإيرانية أجهزة التتبع عند تحميل النفط أو تفريغه لمراوغة السلطات الأميركية.

وتظهر البيانات أن ثلاث ناقلات من المقرر وصولها إلى الصين في تشرين الثاني تتجه صوب جزيرة تشانغشينغ.

وفي مؤشر جديد على تناقص المشترين، قال ف. سريكانث المدير المالي لشركة «ريلاينس اندستريز» الهندية إن الشركة المالكة لأكبر مجمع تكرير في العالم، أوقفت استيراد النفط الخام الإيراني، قبيل تطبيق العقوبات الأميركية.

وأضاف أن «ريلاينس زادت مشترياتها من موردين آخرين في الشرق الأوسط والولايات المتحدة لتعويض فقدان الشحنات الإيرانية وهبوط كميات النفط الفنزويلي»، لافتاً إلى أن الشركة «لا تزال تتلقى كميات من النفط الفنزويلي، إلى أنها انخفضت»، مشيراً إلى أن «الإمدادات الإيرانية توقفت. لذا تعين علينا البحث عن بدائل مثل (…) خامات الشرق الأوسط، ونشتري أيضاً بعض الخامات الأميركية». و «ريلاينس»، وهي شركة هندية عملاقة يسيطر عليها البليونير موكيش أمباني، منكشفة بشكل كبير على النظام المالي في الولايات المتحدة، حيث تدير بعض الشركات التابعة.

وفي أيار (مايو)، أكد مصدر مطلع أن قرار الشركة بوقف مشترياتها من الخام الإيراني من تشرين الأول أو تشرين الثاني يأتي بعد مشورة قدمتها شركات التأمين التي تتعامل معها.

الحياة