أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أن مسألة خروج إيران وميليشياتها من سوريا ليست مشكلة روسيا، وعلى دمشق وطهران الاتفاق حول المسألة وحلها.
ويعتبر الوجود الإيراني أحد الأسباب الرئيسية في استمرار الأزمة السورية. وتطالب قوى غربية وإقليمية على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل بضرورة إنهاء هذا الوجود الذي يعتبرانه تهديدا لأمنهما القومي ومصالحهما في المنطقة.
وأكد المسؤولون الأميركيون في الأشهر الأخيرة أن وجود قواتهم في سوريا ليس رهين انتهاء المعركة ضد تنظيم داعش بل وأيضا لأجل إنهاء التهديدات التي تشكلها إيران وميلشياتها.
وقال الرئيس الروسي خلال جلسة نقاش في منتدى “فالداي”، “ليست مشكلتنا إقناع إيران بالانسحاب من الأراضي السورية، سوريا وإيران دولتان مستقلتان، يجب عليهما بناء علاقات مع بعضهما البعض”.
وأضاف بوتين، “نعم لدينا علاقة جادة وعميقة مع إيران وسوريا. علاوة على ذلك، خلال المناقشات والحوار مع الشركاء الإيرانيين، حلت بعض القضايا، بما في ذلك سحب أنظمة الأسلحة الهجومية من الحدود الإسرائيلية، من مرتفعات الجولان”.
وأشار بوتين “أما بالنسبة للانسحاب الكامل للقوات، فهذه قضية منفصلة، يجب حلها في الحوار بين إيران وسوريا وإيران والولايات المتحدة. ونحن مستعدون أيضًا للمشاركة في هذا الحوار”.
وتدخلت إيران في سوريا منذ بداية الصراع المسلح بين نظام الرئيس بشار الأسد وفصائل المعارضة عبر إرسال المئات من المستشارين من الحرس الثوري، والعشرات من الميليشيات تتصدرهم جماعة حزب الله اللبناني. وعلى مر سنوات الحرب الثماني حرصت طهران على تعزيز حضورها العسكري هناك، حتى أن عناصرها تولوا قيادة عدة جبهات كان آخرها معركة البوكمال الحدودية مع العراق في العام 2017، والتي انتهت بطرد تنظيم داعش، وإن كان الأخير استمر حتى الفترة الأخيرة في شن هجمات مباغتة على المرابطين من الجيش السوري والميليشيات الإيرانية في المنطقة التابعة لمحافظة دير الزور.
موسكو تدرك أن استمرار الوجود الإيراني سيعني بالضرورة بقاء الأزمة السورية مفتوحة وقد يهدد مكتساباتها على الأرض
وأفضى انخراط روسيا المباشر في الحرب بالعام 2015 إلى إعادة تشكل المشهد مجددا في سوريا حتى بالنسبة لإيران، فلئن تعاون الطرفان لإنقاذ نظام الأسد من مصير الانهيار الذي كاد يكون محتوما، إلى أنه تحول مع الوقت إلى مشكلة بالنسبة لروسيا.
واضطرت روسيا في التعاطي مع الجبهات الأخيرة وخاصة في الجنوب السوري إلى إجبار إيران على سحب عناصرها حتى تتمكن من إقناع قوى مثل إسرائيل والولايات المتحدة والأردن بالقبول بتسوية تمكن من خلالها نظام الأسد من السيطرة على محافظتي القنيطرة ودرعا.
ونفس الشيء بالنسبة لمحافظة إدلب حيث أن موسكو أقنعت طهران بوجوب عدم التدخل المباشر لتسهيل التوصل إلى اتفاق مع أنقرة، حيث أن الحضور الإيراني لطالما شكّل حساسية بالنسبة لفصائل المعارضة.
ويقول مراقبون إن تصريح بوتين بأن الوجود الإيراني في سوريا لا يمثل مشكلة روسية هو مجانب للواقع، فموسكو تدرك أن استمرار هذا الوجود سيعني بالضرورة بقاء الأزمة مفتوحة، وبالتالي استنزافها عسكريا وماديا، فضلا عن كونه قد يهدد مكتسباتها العسكرية والسياسية التي حققتها منذ تدخلها والتي جعلتها تمسك بمعظم خيوط اللعبة في هذا البلد.
ويرى مراقبون أن روسيا اليوم تتبنى بالواضح خيار عودة سيطرة الأسد على كل أنحاء سوريا، وهذا لن يكون في ظل الوجود الأميركي في شمال سوريا وأيضا شرقها. وفي معرض حديثه عن سوريا قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مسلحين من داعش يحتجزون نحو 700 رهينة في جزء من سوريا خاضع لسيطرة قوات تدعمها واشنطن وأنهم أعدموا بعضهم وتوعدوا بقتل المزيد.
وأضاف بوتين، متحدثا في مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود، أن من بين الرهائن عددا من الأميركيين والأوروبيين.
وتابع قائلا إن التنظيم يوسع نطاق سيطرته على الضفة الشمالية لنهر الفرات الخاضعة لسيطرة قوات أميركية وقوات تدعمها الولايات المتحدة.
ولم يحدد بوتين مطالب المسلحين.
وقال بوتين إنهم “أصدروا إنذارات ومطالب محددة وحذروا من أنهم سيعدمون 10 أشخاص كل يوم إذا لم تتم الاستجابة لهذه الإنذارات. وقد أعدموا 10 أشخاص الأربعاء”.
وذكرت وكالة تاس الروسية في وقت سابق أن مسلحين من تنظيم جاعش احتجزوا نحو 700 رهينة في محافظة دير الزور بعد مهاجمة مخيم للاجئين في منطقة خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.