أنقرة – تعمل تركيا جاهدة لإنقاذ اتفاق إدلب المبرم مع روسيا بشأن تجنيب المدينة عملية عسكرية واسعة لطرد جماعات متشددة، حيث ستحتضن مدينة إسطنبول قمة رباعية بمشاركة ألمانيا وروسيا وفرنسا لبحث آخر المستجدات في المدينة السورية.
وكانت تركيا وروسيا قد توصلتا إلى ضرورة إعطاء الفرصة للجهود الدبلوماسية بعد تعثر سحب جماعات متشددة للأسلحة الثقيلة والذي ينص عليه اتفاق إدلب.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن القمة الرباعية في إسطنبول ستنعقد يوم 27 أكتوبر الجاري لبحث أحدث المستجدات بمحافظة إدلب والعملية السياسية الرامية لتسوية الصراع السوري.
وأضاف أن الأطراف المشاركة في الاجتماع الرباعي ستهدف إلى تنسيق الجهود المشتركة.
وعلى الفور أوضح الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيبحث في قمة إسطنبول مسألة عودة اللاجئين السوريين وجهود إصلاح البنية التحتية في سوريا.
أما فرنسا فقد ذكر مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون أن باريس تريد ضمان استمرار وقف إطلاق النار في إدلب لمنع حدوث نزوح جديد للاجئين وإعطاء قوة دفع جديدة لمحادثات السلام.
واعتبرت متحدثة باسم الحكومة الألمانية أن برلين “ترى روسيا شريكا يتحمل مسؤولية دقيقة للغاية (بشأن إدلب) نظرا لكونها حليفة لنظام الأسد”.
وأضافت “في الوقت نفسه تتحمل تركيا أيضا مسؤولية دقيقة للغاية في ظل اتفاق سوتشي مع روسيا”.
وكان الممثل الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري قد قال قبل أيام قليلة إن بعض المسلحين انسحبوا من المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب، موضحا أن “سحب الأسلحة الثقيلة اكتمل وفقا لكل الروايات… هناك بعض التساؤلات بشأن ما إذا كان كل المنتمين (لهيئة تحرير الشام) قد غادروا”.
كما ذكر مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيجلاند أن روسيا وتركيا تعتزمان إتاحة المزيد من الوقت لتطبيق اتفاقهما الخاص بعدم التصعيد في إدلب. لكن إيجلاند قال إنه ما يزال هناك “مليون سؤال بلا إجابة” بشأن كيفية نجاح الاتفاق وما سيحدث إذا رفضت الجماعات المصنفة إرهابية إلقاء أسلحتها.
وإدلب ومناطق مجاورة لها هي آخر معقل للمعارضة، وحذرت الأمم المتحدة من أن معركة لاستعادة سيطرة الأسد على المنطقة قد تكون أسوأ معارك الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
وأنشأت تركيا وروسيا منطقة عازلة بعمق 15 إلى 20 كيلومترا في الأراضي التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة وكان مقررا في الأساس إخلاؤها من الأسلحة الثقيلة والجماعات المتشددة بحلول يوم الاثنين. وقال إيجلاند “سيكون هناك المزيد من الوقت للدبلوماسية”.
العرب