أبدت تركيا تصميمها على المضي حتى النهاية لكشف من أصدر التعليمات بتصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل أكثر من شهر في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، والإفصاح عن مكان جثته.
وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو اليوم الثلاثاء -بمؤتمر صحفي في نادي الصحافة الوطني بالعاصمة اليابانية طوكيو- إن بلاده طلبت من السلطات في السعودية الكشف عمن أصدر الأمر بقتل الصحفي.
وأضاف أوغلو أنه من الواضح أن الأشخاص الذين قتلوا خاشقجي داخل قنصلية المملكة في الثاني من الشهر الماضي تلقوا تعليمات من شخص ما.
وتابع أنه لو أراد الرئيس رجب طيب أردوغان الكشف عن اسم فلا أحد بإمكانه أن يمنعه من ذلك، مشيرا إلى أن أردوغان أكد بمقال له أن السعوديين الـ 15 لم يأتوا إلى إسطنبول لقتل خاشقجي من تلقاء أنفسهم.
وقال الوزير “لذلك يتوجب علينا إيجاد من أصدر تلك التعليمات. هذا هو السؤال البسيط الذي طرحناه على السعوديين وبشكل علني”.
وبنفس التصريحات، قال أوغلو إن النائب العام السعودي سعود المعجب لم يقدم خلال زيارته لإسطنبول قبل أيام إجابات عن مكان جثة خاشقجي ولا أسماء المتعاونين مع الرياض في تركيا.
وأكد الوزير تصميم بلاده على المضي حتى النهاية لمعرفة من أصدر التعليمات بالقتل، مشيرا إلى أنهم طلبوا من الرياض تسليم المشتبه بهم الـ 18 لاستجوابهم بتركيا، وأن المملكة يقع على عاتقها إطلاع أنقرة على مكان جثة خاشقجي.
وكان أردوغان تعهد مرارا بكشف كل جوانب قضية اغتيال الصحفي، وكرر ذلك بمقاله يوم الجمعة بصحيفة واشنطن بوست، ووفق بعض التفسيرات فإن استبعاده تورط الملك دون غيره من المسؤولين يعد تلميحا لمسؤولية ولي العهد محمد بن سلمان.
وبهذا المقال، أوضح أردوغان أن علاقة الصداقة مع السعودية لا تعني أن تركيا ستغض الطرف عن هذه الجريمة، مضيفا أن الإخفاق في معاقبة من قتل خاشقجي يمكن أن يشكل سابقة خطيرة.
معلومات إضافية
وكان فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي أكد أمس أن بلاده تملك مزيدا من المعلومات بشأن جريمة قتل الصحفي السعودي.
وفيما بدا ردا مباشرا على اتهامات صادرة عن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو، نفى أوقطاي بمقابلة مع وكالة الأناضول أن تكون بلاده تتستر على المعلومات التي لديها بخصوص الجريمة.
وقال أوقطاي إن تفاصيل قتل الصحفي “أصبحت دولية ولا يمكن التستر عليها” وإن اتفاقية فيينا لا تشفع بارتكاب أي نوع من الجرائم داخل أي مبنى على الأراضي التركية، مؤكدا أن بلاده تتشارك تلك المعلومات مع كل الأطراف من مؤسسات ودول في الوقت الذي تراه مناسبا وعندما ترى ضرورة لذلك.
وبالتزامن، أكد مسؤولون أتراك تقريرا نشرته صحيفة صباح وجاء فيه أن السعوديين عملوا منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الثاني الماضي ولمدة أسبوع على طمس الأدلة بالقنصلية ومنزل القنصل العام السعودي بإسطنبول محمد العتيبي.
ووفق نفس التقرير، قام بهذه المهمة الكيميائي أحمد عبد العزيز الجنوبي، وخبير علم السموم خالد يحيى الزهراني، وكان الخبيران ضمن فريق يفترض أنه كان يحقق باختفاء الصحفي.
وحاليا لا تستبعد أنقرة أن يكون قد تم تذويب جثة الضحية بمنزل العتيبي بعد قتله وتقطيع جثته داخل القنصلية، وهو احتمال أشار إليه أمس نائب الرئيس التركي.
ومؤخرا، أكد النائب العام بإسطنبول عرفان فيدان أن خاشقجي جرى قتله خنقا مباشرة بعد دخوله القنصلية، وتم بعد ذلك مباشرة تقطيع جثته التي تم نقلها لمنزل القنصل بخمس حقائب، وفق مصادر تركية.
المصدر : الجزيرة