قـُـتل 47 على الأقل من أفراد جماعة الحوثي، و11 من القوات اليمنية الحكومية، في الساعات الـ 24 الماضية بمعارك الحديدة، حسب ما ذكرت مصادر طبية لوكالة الأنباء الفرنسية، وسط تحذيرات أميركية وأممية بضرورة تفادي قصف البنية التحتية.
وقال مسؤولون بالقوات الموالية للحكومة إن الحوثيين يشنّون هجمات “مكثّفة وعنيفة” بقذائف الهاون على القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا.
وأضاف المسؤولون أن الحوثيين أطلقوا كذلك صاروخا باتجاه جنوب المدينة حيث تتمركز القوات الحكومية مما أدى إلى إصابة عدد من المقاتلين الحكوميين بجروح. وتحدثت المصادر نفسها عن اشتباكات متقطعة بين الطرفين اليوم الجمعة.
وبعد أسبوع من المعارك العنيفة، وصلت القوات الموالية للحكومة أمس الخميس إلى أول الأحياء السكنية من جهة الشرق على الطريق الرئيسي الذي يربط وسط الحديدة بالعاصمة صنعاء.
وتدور معارك أيضا عند الأطراف الشمالية الشرقية للمدينة قرب مستشفى “22 مايو” إذ تسعى القوات الموالية للحكومة للتقدم شمالا بهدف محاصرة الحديدة بشكل كامل وقطع كافة طرق الإمداد عن الحوثيين.
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة لملايين السكان. وتثير المعارك مخاوف على حياة السكان البالغ عددهم نحو ستمئة ألف شخص، وعلى الإمدادات الغذائية لباقي المناطق التي قد تتأُثر بحرب شوارع محتملة.
تحذيرات
تزامن ذلك مع كشف صحيفة “واشنطن بوست” أن الإدارة الأميركية تدرس تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية، وأضافت أن هذه الخطوة تأتي في إطار حملة من إدارة ترامب لإنهاء الحرب في اليمن.
وكانت الولايات المتحدة قد تحدثت بوضوح عن ذلك المسار، وأنه بصدد التبلور خلال ثلاثين يوما.
وقد أكد الناطق باسم الخارجية الأميركية روبرت بالادينو أن الوقت بات مناسباً لوقف أعمال القتال باليمن، مضيفا أن واشنطن أبلغت السعوديين والإماراتيين بأن تخريب البنى التحتية اليمنية أمر غير مقبول.
وطالب أبو ظبي بوقف غاراتها على اليمن، كما طالب الحوثيين بوقف إطلاق الصواريخ، وحثّ جميع الأطراف اليمنية على الجلوس إلى طاولة الحوار.
ويكتسي تصعيد لهجة النقد الأميركي للتحالف السعودي الإماراتي زخما ليس فقط بفعل ملف جمال خاشقجي، ولكن يرى مراقبون أن سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب الأميركي لن تكون في صالح استمرار دعم واشنطن المتدفق على الرياض وأبو ظبي تصديرا للأسلحة، أو تزويدا للطائرات السعودية بالوقود، أو سكوتا على الانتهاكات المتزايدة المصاحبة للحرب.
وجاءت الإشارة لضرورة تجنيب البنية التحتية أيضا في دعوة الصليب الأحمر للأطراف المتحاربة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية من الأضرار، مذكرا أطراف الصراع بأنهم كانوا بصدد التوجه لطاولة المفاوضات لا إلى مزيد من التصعيد.
وقد أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، تأجيل محادثات السلام التي كانت مقررة نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بين أطراف الأزمة معربة عن أملها في عقدها قبل نهاية هذا العام.
المصدر : الجزيرة + وكالات