مصر تحتوي التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

مصر تحتوي التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

شهد قطاع غزة مواجهات هي الأخطر منذ العام 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، لكن يبدو أن التحركات المصرية لاحتواء الوضع أتت أكلها وجنبت الطرفين حربا لا يبدو أنهما أيضا يرغبان في خوضها.

غزة – أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الثلاثاء وقفا لإطلاق النار مع إسرائيل بفضل جهود مصرية، بعد تصعيد في اليومين الأخيرين هدد باندلاع حرب جديدة في القطاع المحاصر.

وأصدرت الفصائل وبينها حركة حماس بيانا مشتركا قالت فيه إن “جهودا مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني”.

وكان زعيم حماس إسماعيل هنية قد أعلن في وقت سابق إمكانية وقف إطلاق النار في القطاع شريطة أن توقف إسرائيل هجماتها.

ولم تعلن إسرائيل حتى مساء الثلاثاء موقفا واضحا من وقف إطلاق النار، وانتهى اجتماع وزاري أمني مصغر عقد عصرا بمواصلة الضربات على القطاع “وفق ما تقتضيه الضرورة”.

ويرى مراقبون أن الطرفين لا يرغبان في أن تنتهي هذه المواجهات إلى حرب جديدة، وهذا ما قد يفسر مسارعة الفصائل إلى قبول وقف لإطلاق النار، مع تراجع واضح في الغارات الإسرائيلية.

وشهدت المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة تصعيدا يعتبر الأخطر منذ 2014.

وأفادت حصيلة جديدة أن سبعة فلسطينيين قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية وأصيب خمسة وعشرون آخرون. وفي الجانب الإسرائيلي أسفر إطلاق الصواريخ عن سقوط قتيل واحد و27 جريحا ثلاثة منهم إصاباتهم بالغة، وأحدهم جندي.

وبحسب الشرطة الإسرائيلية، تبين أن القتيل في الجانب الإسرائيلي هو عامل فلسطيني يعمل في عسقلان.

وأدت الضربات الإسرائيلية إلى بقاء الفلسطينيين في غزة مستيقظين طوال الليل خوفا من حرب أخرى مدمرة، بينما لجأ عشرات الألوف من الإسرائيليين الذين يسكنون على طول الحدود مع غزة إلى الملاجئ هربا من الصواريخ.

وعجت سماء غزة بالطائرات الحربية الإسرائيلية وطائرات الاستطلاع التي تحلق على مدار الساعة.

ما حصل من تصعيد قد يدفع الطرفين إلى المسارعة في إرساء هدنة مطولة ترعاها مصر بدعم من الأمم المتحدة

وكان الطيران الإسرائيلي قد واصل الثلاثاء قصف غزة بصورة متقطعة، فيما انشغلت الجرافات بإزالة آثار الدمار من بقايا العمارات السكنية والبنايات الأمنية والشرطية التي سوتها الغارات الإسرائيلية بالأرض.

وتحولت مبان متعددة الطوابق إلى كومة من الأنقاض. وشرد العشرات من سكان هذه العمارات السكنية ولحق الدمار والخراب بمنازل وممتلكات الفلسطينيين المجاورة.

وقال أبوأيمن المزين الذي يعيش بالقرب من مبنى تلفزيون قناة الأقصى التابعة لحماس والذي دمره القصف الإسرائيلي “ما حدث كان مثل زلزال. لم تعد هناك بقالة أو صيدلية أو مكتب أو جدران”.

ولم يبق من المبنى سوى كتل من الإسمنت على شكل تلة يبرز منها حديد الأسقف.

أما المواطن جمال مرتجى من حي الرمال غرب مدينة غزة فقال “قصف الجيش عمارة اليازجي بجوارنا ودمرها بالكامل وألحقت أضرار بالمنازل المجاورة. لم يغمض لنا جفن طوال الليل. الأطفال خائفون ومرعوبون. نتمنى أن تتدخل وساطات لوقف التصعيد الحاصل عندنا في غزة”.

وعلى بعد عشرين كيلومترا، على الجانب الآخر من الحدود في مدينة عسقلان الإسرائيلية، قضى أكثر من 128 ألفا من سكانها ليل الاثنين على وقع إطلاق الصواريخ.

ويقول المستوطن مائير أدري وهو أب لثلاثة أطفال “البنات خائفات ومصدومات بالرغم من أننا لجأنا إلى ملجأ آمن بعد أن أصاب صاروخ المبنى المجاور لنا. لا يمكن تحمل الوضع أكثر”.

وتبدو أمام بيت أدري آثار الصاروخ الذي دمر الطابق الأخير من المبنى وقتل جراءه عامل فلسطيني وأصيبت امرأة إسرائيلية بجروح خطيرة.

وقال أدري “نحن نطالب الحكومة بأن تكون قادرة على توفير الأمان لأطفالنا. هذا هو أبسط حقوقنا”. ووراء أدري وقف جيرانه الذين صرخوا بأعلى صوتهم يجب “تدمير حماس”.

واندلعت المواجهات الأحد بعد توغل وحدة إسرائيلية خاصة في القطاع أعقبته اشتباكات مع مقاتلين في حركة حماس أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي وسبعة فلسطينيين أحدهم قيادي محلي (نورالدين بركة) في كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري للحركة.

وقالت إسرائيل إن هدف العملية في غزّة كان “جمع معلومات استخباراتية وليس عملية اغتيال أو خطفا وإن المهمة لم تجر كما كان مخططا لها وأدت إلى اشتباك”.

ويرى مراقبون أن الساعات القليلة المقبلة ستكون اختبارا حقيقيا للتهدئة على الأرض.

ويشير المراقبون إلى أن ما حصل من تصعيد قد يدفع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إلى المسارعة في إرساء هدنة مطولة ترعاها مصر منذ فترة بدعم من الأمم المتحدة. وتقوم الهدنة على تخفيف الحصار عن القطاع وتحسين أوضاعه المعيشية التي بلغت مستويات كارثية مقابل الهدوء على الحدود.

العرب