أنقرة – أثارت تصريحات تركية عن استعداد الرئيس رجب طيب أردوغان للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على هامش قمة العشرين، استغرابا واسعا في الأوساط السياسية التركية، فضلا عن موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها تعكس ازدواجية في شخصية الرئيس التركي وانتهازية غير مبررة خاصة بعد حملة تركية شديدة للربط بين ولي العهد السعودي ومقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إلى إمكانية عقد لقاء بين أردوغان والأمير محمد بن سلمان، على هامش قمة “مجموعة العشرين”، التي من المقرر أن تنطلق في الأرجنتين نهاية الشهر.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن قالن قوله، ردا على سؤال في هذا الصدد، الخميس، “ننظر إلى الأجندة، ومن الممكن حدوث ذلك”.
وقالت أوساط تركية إن أردوغان يحاول التدارك بعد فشل خطته لاستغلال قضية خاشقجي لابتزاز السعودية، وخاصة بعد أن رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانجرار إلى مربع نظيره التركي في الضغط على السعودية وإحداث شرخ في العلاقة الاستراتيجية معها.
ومن الواضح أن الرئيس التركي يعمل على اللحاق بموقف ترامب الذي لم يخف رغبته في لقاء الأمير محمد بن سلمان خلال القمة، وكذلك موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يعني أن لغة المصالح تفوقت على المزايدات، وأن تركيا ستتضرر من تصعيد غير محسوب، خاصة أن أردوغان سبق أن ورط بلاده في أزمات كثيرة قبل ذلك.
ويرى مراقبون أن السعودية، التي بدأت بتجاوز مخلفات أزمة خاشقجي، لن تغفر للدول والجهات السياسية والإعلامية التي عملت على استهداف صورتها، وأن تركيا وقطر والإعلام الذي يدور في فلكهما، ستكون على رأس هذه الجهات، خاصة أنها استهدفت الخطوط الحمراء في السعودية.
وفي مقابلة مع شبكة “بي.بي.سي” البريطانية بثت، الخميس، لم يتردد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالقول إن المساس بولي العهد السعودي يعني “تجاوزا للخط الأحمر”.
وأضاف “في المملكة العربية السعودية، حكومتنا خط أحمر. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد هما خط أحمر”. وأشار إلى “أنهما يمثلان كل مواطن سعودي، وكل مواطن سعودي يمثلهما، ولن نقبل أي نقاش يشوّه سمعة ملكنا أو ولي عهدنا”.
العرب