توفي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الجنرال إيغور كوروبوف، بعد «صراع طويل مع المرض»، علماً أن الغرب يحمّله مسؤولية هجمات كبرى.وكان الرئيس السابق للجهاز إيغور سيرغون توفي فجأة في كانون الثاني (يناير) 2016، وأفادت معلومات بأنه قُتل في لبنان خلال مهمة.
على صعيد آخر، أظهر استطلاع للرأي أعدّه مركز «ليفادا»، تراجع شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أقل من 60 في المئة، للمرة الأولى منذ 5 سنوات. وأشار الاستطلاع الى أن 56 في المئة من الناخبين المحتملين ذكروا أنهم سيدلون بأصواتهم لبوتين في انتخابات الرئاسة المرتقبة عام 2024. وهذا أقل بنسبة 10 في المئة عمّا كان عليه قبل سنة.
وتفيد استطلاعات للرأي أعدّها «ليفادا»، بأن آخر مرة تراجع فيها الدعم الانتخابي لبوتين إلى أقلّ من 60 في المئة، كان عام 2013. وأعيد انتخاب الرئيس الروسي لولاية مدتها 6 سنوات في آذار (مارس) الماضي، علماً انه يحكم روسيا منذ العام 2000. وأدت تعديلات غير شعبية على رفع سنّ التقاعد إلى تراجع شعبيته، بعدما بلغت أرقاماً قياسية إثر ضمّ شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن كوروبوف (62 سنة) توفي بعد معاناة «طويلة من مرض خطر»، مشيرة إلى أنه نال وسام «بطل روسيا» لخدماته أثناء توليه منصبه من العام 2016، وهذا أرفع وسام تمنحه الدولة الروسية.
وعُيِن الأميرال إيغور كوستيوكوف (57 سنة)، النائب الأول لكوروبوف، رئيساً للجهاز بالوكالة، ويُرجّح تثبيته في المنصب.
وقدّم وزير الدفاع سيرغي شويغو تعازيه بوفاة كوروبوف، فيما شددت وزارة الدفاع الروسية على أن «ذكرى هذا الرجل العظيم وابن روسيا الوفي والوطني، ستبقى في قلوبنا إلى الأبد».
لم يشارك كوروبوف في الاحتفال الذي أقيم في الذكرى المئوية لتأسيس جهاز الاستخبارات العسكرية، مطلع الشهر الجاري، عندما أشاد بوتين بهذه المؤسسة. وأفادت معلومات بأن كوستيوكوف الذي يُعتقد بأنه مكلّف العمليات الروسية في سورية داخل الجهاز، رأس الحفل. وأفادت وكالة «تاس» للأنباء، في إشارة إلى كوستيوكوف: «إذا عُيِن، سيكون أول عسكري من البحرية يتولى قيادة جهاز الاستخبارات العسكرية في التاريخ».
وزادت تكهنات في شأن مصير كوروبوف، بعدما أفادت معلومات بأن بوتين أنّبه إثر محاولة تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا في آذار، منتقداً بشدة العملية التي جعلت الاستخبارات العسكرية الروسية محطّ سخرية في الإعلام الغربي.
واتهمت دول غربية الجهاز بالتورط بهجمات معلوماتية وعمليات قرصنة في أنحاء العالم. وحمّلته الولايات مسؤولية اختراق حواسيب للحزب الديموقراطي، ما كشف فضيحة «تدخل» موسكو في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. ووجّهت السلطات الأميركية اتهامات إلى 12 روسياً في الجهاز الذي اتهمته هولندا أيضاً بمحاولة اختراق موقع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
انضمّ كوروبوف إلى الاستخبارات عام 1985، وذكر المحلل العسكري المستقل بافل فيلغنهوير، أنه «مثقف» يتقن عدداً كبيراً من اللغات.
وكان كوروبوف التحق بالجيش السوفياتي عام 1973، وفرضت عليه واشنطن عقوبات وأدرجت اسمه على اللائحة السوداء. وخلال احتفال بالذكرى المئوية لتأسيس جهاز الاستخبارات العسكرية، أشاد بوتين بـ «قدراته الفريدة، بما في ذلك في العمليات الخاصة»، وزاد: «أثق بمهنيتكم وشجاعتكم الشخصية وتصميمكم وبأن كلاًّ منكم سيفعل كل شيء من أجل روسيا وشعبنا».
واعتُبر جهاز الاستخبارات العسكرية الذي أُسِس عام 1918، منافساً لجهاز الاستخبارات السوفياتي (كي جي بي). ويُعدّ أقوى وكالة روسية للتجسس وأكثرها جرأة، علماً أنه واحد من ثلاثة أجهزة للاستخبارات الروسية، مع إدارة الأمن الفيديرالي (أف أس بي) وجهاز الاستخبارات الخارجية المدنية (أس في آر).
وللجهاز شبكة واسعة في الخارج للتجسس، وحاربت قواته الخاصة في عدد كبير من النزاعات، بما فيها أفغانستان والشيشان. ويُعتقد بأنه ناشط في أوكرانيا وأماكن أخرى. ولا يعرف الكثير عن الجهاز، وتبقى بنيته وعدد العاملين فيه وتمويله من أسرار الدولة. وشعاره علم أسود يرفرف فوق كرة أرضية. وانشق كثيرون من عناصر الجهاز ولجأوا إلى الغرب.