أوكرانيا تشكو «عدواناً جديداً» وتستنفر قواتها وروسيا تتهمها بانتهاك مياهها الإقليمية

أوكرانيا تشكو «عدواناً جديداً» وتستنفر قواتها وروسيا تتهمها بانتهاك مياهها الإقليمية

اتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو موسكو بشنّ «مرحلة جديدة» من العدوان على بلاده، واقترح فرض الأحكام العرفية شهراً، كما استنفر قواته، بعدما احتجزت روسيا ثلاث سفن أوكرانية، إثر إطلاق النار عليها قرب شبه جزيرة القرم في بحر آزوف. لكن موسكو ندّدت بـ «استفزاز واضح» ينتهك القانون الدولي، وناشدت «الرعاة الغربيين» لكييف كبحها.

ويشكّل ذلك تصعيداً خطراً في النزاع بين أوكرانيا وروسيا، بعدما ضمّت الأخيرة القرم عام 2014 ودعمت انفصاليين خلال نزاع أوقع أكثر من 10 آلاف قتيل في شرق أوكرانيا، دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على موسكو. وأعلنت دول أوروبية دعمها كييف، فيما عقد الحلف الأطلسي اجتماعاً طارئاً مع مسؤولين أوكرانيين في مقرّه في بروكسيل. كذلك عقد مجلس الأمن جلسة طارئة أمس، بناءً على طلب من كييف وموسكو.

وأعلنت روسيا أنها أعادت فتح مضيق كيرتش أمام حركة السفن التجارية، بعد إغلاقه إثر حجز السفن الأوكرانية. وذكر مصدر في وزارة الدفاع الروسية أن أسطول البحر الأسود وسلاح الجوّ الروسي سيشغلان طائرات من دون طيار، لتسيير دوريات في المنطقة، لحماية الحدود البحرية ومنع استفزازات أخرى.

وأفاد جهاز الأمن الروسي بأن قوارب احتجزت زورقَي مدفعية مدرعين صغيرين تابعين لأوكرانيا، وزورق قطر، بعدما فتحت النار عليها وأصابت بحّارة. وأعلن فتح تحقيق جنائي في شأن «دخول السفن في شكل مخالف للقانون، المياه الإقليمية الروسية»، متهماً كييف بــ «تصرّفات استفزازية هدفها إثارة أزمة في المنطقة»، علماً أن موسكو ذكرت أن تلك السفن لم تبلغها مسبقاً بخططها وتجاهلت تحذيرات بالتوقف ونفذت مناورات خطرة.

وأعلنت مسؤولة روسية احتجاز 24 بحاراً أوكرانياً كانوا في السفن الثلاث، مشيرة إلى أن ثلاثة منهم أُصيبوا ويتماثلون للشفاء في مستشفى.

واستدعت الخارجية الروسية ديبلوماسياً أوكرانياً، فيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كييف بانتهاك القانون الدولي، عبر «أساليب خطرة شكّلت تهديدات أخطاراً على حركة عبور السفن الطبيعية في الممر البحري»، معتبراً الأمر «استفزازاً صريحاً». وتابع في إشارة إلى بوروشينكو: «ندعو (الدول) الغربية الداعمة لكييف إلى تهدئة الذين يحاولون تسجيل نقاط سياسية، بفضل هستيريا عسكرية» قبل 4 أشهر من انتخابات الرئاسة في أوكرانيا.

وشدد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أن بلاده «تصرّفت في شكل يتطابق تماماً مع القوانين»، مشيراً إلى أن الأمر «يتعلّق بـانتهاك سفن حربية أجنبية المياه الإقليمية لروسيا».

في المقابل، قال بوروشينكو في كلمة متلفزة: «بعد الهجوم على السفن العسكرية الأوكرانية، دخلت روسيا مرحلة جديدة من العدوان. (الحادث أظهر) المشاركة المتغطرسة والعلنية للوحدات النظامية من الجيش الروسي» في النزاع مع كييف.

واقترح على البرلمان الأوكراني فرض الأحكام العرفية 30 يوماً، مؤكداً أن الخطوة لن تقيّد حقوق المواطنين، ولن تمهد لإرجاء انتخابات الرئاسة، التي تشير استطلاعات للرأي إلى أن بوروشينكو سيخسرها. وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية وضع القوات المسلحة في حال تأهب قصوى.

معلوم أن مضيق كيرتش يحظى بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى موسكو وكييف، إذ يربط ماريوبول، أهم ميناء أوكراني لتصدير الخامات والمنتجات الصناعية والزراعية على بحر آزوف والبحر الأسود، وزادت أهميته بعد ضمّ روسيا القرم. وشيّدت موسكو فوق مضيق كيرتش جسراً يربطها بشبه الجزيرة.

ودان الاتحاد الأوروبي «استخدام روسيا القوة في بحر آزوف»، وحضّها الحلف الأطلسي على «ضبط النفس وخفض حدة التوتر». واتهم حلفاء غربيون لأوكرانيا موسكو باستخدام القوة من دون مبرر، وبـ «ازدراء الأعراف الدولية والسيادة الأوكرانية». واقترحت ألمانيا أن تقود برلين وباريس وساطة مع كييف.