استعراض القوة لن ينقذ إيران من العقوبات الأميركية

استعراض القوة لن ينقذ إيران من العقوبات الأميركية

طهران – أعلنت وسائل إعلام رسمية أن سلاح البحرية الإيراني دشن، السبت، مدمرة صنعت محليا قالت نفس المصادر إن لها خصائص الأجسام الشبح التي لا يكشفها الرادار، وذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة.

وانضمت المدمرة “سهند”، التي يمكن أن تبحر لمدة خمسة أشهر دون الحاجة إلى إعادة تموين، لسلاح البحرية الإيراني في احتفال بقاعدة في بندر عباس على الخليج.

وقال التلفزيون الإيراني الرسمي إن المدمرة عليها مهبط لطائرات الهليكوبتر ومجهزة بمنصات لإطلاق قذائف الطوربيد، ومدافع مضادة للطائرات والسفن، وصواريخ سطح/سطح وسطح/جو.

ويعد ضم المدمرة “سهند” لسلاح البحرية بمثابة استعراض للأسلحة من قبل إيران التي تسعى بكل إمكانياتها إلى طمأنة الداخل والحفاظ على صورة النظام قويا وقادرا على الوقوف في وجه التهديدات الأميركية وبالتالي حماية البلاد من كل عدوان مهما كان نوعه. لكن ذلك يعطي مبررات إضافية للولايات المتحدة لفرض العقوبات على إيران وتوسيع دائرة الملتزمين بها باعتبار أن خطط برامج طهران التسليحية تشكل تهديدا إقليميا ودوليا.

وكشفت تقارير دولية كثيرة تورط طهران في إثارة التوترات وتغذية الصراعات في بلدان عربية عديدة من خلال الدور الذي تلعبه في دعم وإسناد للميليشيات التابعة لها في دول من بينها العراق ولبنان واليمن.

وكان الممثّل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإيرانية برايان هوك قد أعلن الأسبوع الماضي أن هناك احتمالا بأن تلجأ واشنطن إلى استعمال الخيار العسكري في التعامل مع إيران لكنها تجعله خيارها الأخير في حال فشلت الدبلوماسية.

وقدم هوك، الخميس الماضي، تقريرا كشف من خلاله عن أجزاء لأسلحة إيرانية كانت بأيدي مسلحين في اليمن وأفغانستان. وتضمنت هذه القطع صاروخ أرض جو من نوع “صياد 2” الذي اعترضته السعودية في اليمن، بالإضافة إلى صواريخ موجهة مضادة للدبابات سلمتها إيران، حسب واشنطن، إلى مقاتلي حركة طالبان الأفغانية وصادرها الجيش الأفغاني في قندهار. وبين التقرير أن كتابة فارسية على صاروخ “ساعدت في إثبات أنّه إيراني الصنع”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤولون أميركيون أدلة على انتشار صواريخ إيرانية في اليمن وأفغانستان وبلدان أخرى، ففي 2017 قدمت المندوبة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي “أدلة دامغة” بأن “إيران حاولت تغطية انتهاكات لالتزاماتها الدولية”، وأنها مستمرة في “أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط ومناطق أخرى”.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الدولي الموقع مع إيران وأعاد فرض عقوبات أميركية على طهران، قائلا إن الاتفاق النووي معيب لأنه لم يتضمن قيودا على تطوير إيران للصواريخ الباليستية وكذلك على دعمها لجماعات في سوريا واليمن ولبنان والعراق.

وقالت الولايات المتحدة إن هدفها وقف صادرات إيران النفطية تماما. وقال مسؤولون إيرانيون كبار إنه إذا لم يسمح لإيران بالتصدير فإنها لن تسمح لأي دولة أخرى بتصدير النفط عبر مضيق هرمز.

وقال الأميرال علي رضا شيخي قائد أحواض السفن التي صنعت المدمرة لوكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء “السفينة ثمار تصميم جريء ومبتكر يستند إلى المعرفة التقنية المحلية للبحرية الإيرانية… وهي مزودة بقدرات الأجسام الشبح”.

ودشنت إيران أول مدمرة صنعت محليا في عام 2010 في نطاق برنامج لتحديث معدات بحريتها التي تعود إلى ما قبل قيام الثورة الإسلامية في عام 1979، وهي في معظمها معدات أميركية الصنع.

وطورت إيران صناعة سلاح محلية كبيرة في مواجهة العقوبات الدولية وقرارات الحظر التي منعتها من استيراد الكثير من الأسلحة.

وقال قائد في البحرية إن المدمرة “سهند” ربما تكون ضمن سفن حربية تعتزم إيران إرسالها في مهمة إلى فنزويلا قريبا.

وقال الأميرال تورَج حَسَني مقدم نائب قائد البحرية الإيرانية لوكالة مهر شبه الرسمية للأنباء “نخطط في المستقبل القريب لإرسال سفينتين أو ثلاث سفن محملة بطائرات هليكوبتر خاصة إلى فنزويلا في أميركا الجنوبية في مهمة قد تستمر خمسة أشهر”.

وكان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد قال الأسبوع الماضي إن إيران ينبغي أن تزيد قدرتها العسكرية واستعدادها لدرء الأعداء وذلك خلال اجتماع مع قادة البحرية.

ووسعت البحرية نطاق عملياتها في السنوات القليلة الماضية وأرسلت سفنا إلى المحيط الهندي وخليج عدن لحماية السفن الإيرانية من القراصنة الصوماليين الذين ينشطون في المنطقة.

وذكر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية في 2016 أن إيران قد تسعى لإقامة قواعد بحرية في اليمن أو سوريا في المستقبل.

العرب