تعمل السلطات في العاصمة اليمنية صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، على تعقيم إمدادات المياه في الآبار وشبكات التوزيع والمنازل للمساعدة في القضاء على أسوأ تفش للكوليرا في العالم.
وأصاب القتال المستمر منذ نحو أربعة أعوام بين التحالف السعودي الإماراتي وجماعة الحوثي، نظام الرعاية الصحية وأنظمة الصرف الصحي في اليمن بالشلل، حيث تفيد تقارير بوجود ما يقدر بـ1.2 مليون حالة كوليرا و2515 حالة وفاة منذ العام 2017.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من تسارع تفشي الكوليرا مجددا مع ظهور نحو عشرة آلاف حالة إصابة مشتبه بها في الأسبوع، وهو ما يعادل مثلي متوسط المعدل خلال الثمانية أشهر الأولى من العام 2018.
وظهرت تقارير عن معظم الحالات في مناطق واقعة تحت قبضة الحوثيين الذين يسيطرون على معظم المراكز السكانية بعد طرد الحكومة المعترف بها دوليا من صنعاء عام 2014.
تعقيم
وقال وزير المياه والبيئة في حركة الحوثيين نبيل عبد الله الوزير لوكالة رويترز في صنعاء إنهم يتلقون معلومات عن حالات كوليرا من وزارة الصحة، ثم يعمل فريق التعقيم على تعقيم المنزل المصاب ونحو 20 منزلا محيطا به.
وأضاف أننا عملنا على تعقيم المياه على مستوى المنازل من منزل لآخر، وعلى مستوى الآبار وصهاريج نقل المياه والمؤسسات المحلية، وكذلك المياه التي تقدمها المؤسسات. وقال “كنا نأخذ المعلومات من الترصد الوبائي من وزارة الصحة وينزل الفريق إلى تعقيم المنزل وحوله 20 منزلا”.
وقال المدير العام للشؤون الفنية بمؤسسة المياه في أمانة العاصمة صنعاء عادل معوضة إن هناك حاليا عشرين وحدة تعقيم آلية جرى تركيبها في الآبار بشكل مباشر مرتبطة بشبكة توزيع المياه إلى العاصمة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 14 مليون شخص، أو نصف سكان اليمن، قد يواجهون قريبا مجاعة. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن نحو 1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية. ويمثل الأطفال 30% من الإصابات بالكوليرا.
ويدير طبيب الأطفال محمد عبد المغني حقن السوائل عن طريق الوريد للأطفال في خيام منظمة الصحة العالمية في صنعاء. وينام الأطفال على أسرة على أرض غير ممهدة والذباب يحوم حول وجوههم.
وقال عبد المغني إن الحالات غير مطمئنة وهناك تزايد في عدد الإصابات. وأضاف أنهم توقعوا أن تخف الحالات مع دخول فصل الشتاء، لكنها ظلت تتزايد بالوتيرة نفسها، وكانت النسبة أعلى مما توقعوا.
محاليل للجفاف
وإذا تم رصد الإصابة مبكرا يمكن علاج الإسهال الحاد بمحاليل معالجة الجفاف، إلا أن الحالات الخطيرة تتطلب سوائل وريدية ومضادات حيوية.
وقالت ممثلة اليونيسيف في اليمن ميريتشل ريلانو لرويترز إنه جرى تسجيل أكثر من 250 ألف حالة كوليرا و358 حالة وفاة بسبب الكوليرا منذ بداية عام 2018.
وأضافت “نجحنا في الحؤول دون حدوث تفش بنفس حجم 2017.. لكن الخطر ما زال قائما”.
المصدر : رويترز