ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أمس بعدما اتفقت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) وبعض المنتجين المستقلين نهاية الأسبوع الماضي على خفض الإمدادات من ابتداءً من كانون الثاني (يناير) المقبل. وعلى رغم ذلك، فإن توقعات الأسعار العام المقبل تبقى ضعيفة في ظل حال من التباطؤ الاقتصادي.
وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 62.03 دولار للبرميل بارتفاع 36 سنتاً أو 0.6 في المئة مقارنة بالإغلاق السابق. وزادت الأسعار بعدما أعلنت «أوبك» وبعض المنتجين المستقلين من بينهم روسيا، وهي منتج ذو ثقل، إنهم سيخفضون إنتاج النفط الخام بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، إذ يقلص أعضاء «أوبك» الإنتاج بمقدار 800 ألف برميل يومياً بينما يخفض المستقلون إنتاجهم بمقدار 400 ألف برميل يومياً.
وقال متعاملون إن إغلاق حقل الشرارة النفطي في ليبيا أيضاً والبالغ إنتاجه 315 ألف برميل يومياً ساهم في دفع برنت للارتفاع. ولكن العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي انخفضت 10 سنتات مقارنة بالتسوية السابقة إلى 52.51 دولار للبرميل، متأثرة بارتفاع الإنتاج الأميركي، في وقت لا يشارك قطاع النفط الأميركي المزدهر في التخفيضات المعلنة.
وأعلن مصرف «مورغان ستانلي» أن الخفض «كاف على الأرجح لموازنة السوق في النصف الأول عام 2019 ومنع ارتفاع المخزونات». وتوقع أن «يبلغ برنت 67.5 دولار للبرميل بحلول الربع الثاني عام 2019، انخفاضاً من 77.5 دولار قبله».
إلى ذلك أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح في تغريدة على موقع «تويتر» أنه بحث أمس أوضاع سوق النفط مع نظيره الأميركي ريك بيري في الظهران في السعودية. وأضاف أنهما ناقشا أيضاً «فرص التعاون في المجال التقني بين البلدين».
وفي الكويت، أعلنت «مؤسسة البترول الكويتية» أنها تسعى إلى إنتاج 85 ألف برميل يومياً من النفط الثقيل بحلول 2020-2021 وإنتاج 110 آلاف برميل يومياً بحلول 2030-2031، وفقاً لنص كلمة لرئيس مجلس إدارة المؤسسة نزار العدساني أمس. وتهدف المؤسسة المملوكة للدولة للوصول بإنتاج النفط الثقيل إلى 430 ألف برميل يومياً بحلول 2040-2041.
وقال العدساني إن المؤسسة تراقب الأسواق الأفريقية لأنها تحمل في طياتها أسواقاً واعدة لارتفاع الطلب على النفط. وذكر العدساني في كلمة في مؤتمر منعقد في الكويت أن الأسواق الآسيوية تبقى محط أنظار المؤسسة كون احتياجها للطاقة مستمراً في المستقبل، مضيفاً أنها محط اهتمام العالم حيث يجري استيعاب صادرات النفط والمنتجات العالمية هناك.
إلى ذلك، أعلن مصدر مطلع أمس أن «شركة بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) أبلغت زبائنها بخفض مخصصات نفطها الخام لشهر كانون الثاني تماشياً مع قرار «أوبك» الأسبوع الماضي خفض إمدادات النفط.
وذكر المصدر أن من المقرر خفض مخصصات خام مربان 15 في المئة، بينما سيتم تقليص مخصصات خامي داس وزاكوم العلوي بنسبة 5 في المئة لكل منهما.
من جهته، قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان إنه يتوقع توقف انخفاض أسعار النفط وارتفاعها بمرور الوقت، مضيفاً أنه لو لم تخفض «أوبك» الإنتاج لتراجعت أسعار النفط إلى ما بين 45 و50 دولاراً للبرميل بالنسبة لسلة «أوبك».
وفي حديثه خلال مناسبة للوزارة في بغداد، قال الغضبان إن انخفاض صادرات العراق أخيراً لا يرجع لأسباب فنية، إذ أن حقول النفط العراقية تتمتع بقدرة عالية، إنما يرجع إلى الأحوال الجوية. وقال: «هدفنا الوصول إلى طاقة تصديرية 6.5 مليون برميل يومياً لكن عبر مراحل». وفي حديثه عن اتفاق نفط كركوك المبرم أخيراً مع حكومة إقليم كردستان شبه المستقل، قال الغضبان إن «شركة تسويق النفط العراقية (سومو) الحكومية تلقت أسعاراً تفضيلية على رغم أن الكميات قليلة».
واستأنف العراق الشهر الماضي صادرات نفط كركوك، المتوقفة منذ سنة بسبب خلاف بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، بعدما توصلت الحكومة الجديدة في بغداد إلى اتفاق أولي مع أربيل.