أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الأربعاء، أن على قوات حفظ السلام الأممية (يونيفيل) التي تقودها روما في جنوب لبنان بذل المزيد من الجهود لكبح جماح حزب الله.
وتأتي تصريحات نتنياهو التي أدلى بها في مكتبه بالقدس بعد يوم من زيارة الوزير الإيطالي اليميني حدود إسرائيل الشمالية حيث اطلع على نفق من ثلاثة أنفاق كشف عنها الجيش الإسرائيلي وتصل أراضي إسرائيل من لبنان.
وكانت إسرائيل قد أطلقت الأسبوع الماضي عملية “درع الشمال” بحثا عن أنفاق قالت إن حزب الله حفرها على الحدود بهدف التسلل إلى شمالها في إطار الاستعداد لأي مواجهة مستقبلية بينهما.
وقال نتنياهو الذي اعتبر أن سالفيني “صديق عظيم لإسرائيل” إن الأنفاق تشكل “عملا عدوانيا واضحا من قبل حزب الله تجاهنا وتجاه قواعد المجتمع الدولي”.
وأضاف في إشارة إلى الجنرال الإيطالي ستيفانو دل كول “لديكم قائد إيطالي في ‘يونيفيل’”، وأضاف “نعتقد أن على ‘يونيفيل’ القيام بمهمة أقوى وأكثر حزما، لكن هذه في النهاية مسؤولية المجتمع الدولي”. وتابع “عليهم منع حزب الله من ارتكاب أعمال العدوان هذه ضد إسرائيل”.
وسبق وأن وجهت إسرائيل انتقادات لقوات حفظ السلام الأممية التي اعتبرت أنها لا تقوم بدورها بالشكل الكافي لوقف نشاطات حزب الله في جنوب لبنان.
وبعد الجولة الحدودية التي أجراها سالفيني الذي وصل إلى إسرائيل الثلاثاء، قال الوزير الإيطالي للصحافيين إن النفق حفره “إرهابيون إسلاميون” واتهم الاتحاد الأوروبي بالتحيّز ضد إسرائيل التي وصفها بـ“الملاذ الآمن للقيم الأوروبية والغربية في المنطقة”. وأثارت تصريحات سالفيني انقسامات داخل الائتلاف الحكومي الإيطالي، حيث وجهت حركة 5 نجوم انتقادات له، معتبرة أنه بتصريحاته يعرض الجنود الإيطاليين في قوات حفظ السلام العاملة في لبنان إلى الخطر.
جاء ذلك في وقت يشهد ميزان القوة تغيرا بين حزب الرابطة وحركة (5-نجوم) في الحكومة، حيث يتفوق حزب سالفيني على حلفائه في استطلاعات الرأي. وتكهنت الصحف بأن سالفيني ربما يتطلع لإجراء انتخابات مبكرة العام المقبل رغم أنه نفى ذلك مرارا.
وعادة ما تتوخى إيطاليا الحذر في ما يتعلق بحزب الله رغبة في عدم إثارة مشكلات للقوات الإيطالية العاملة في لبنان ضمن قوات حفظ السلام. وتقدم إيطاليا إسهاما كبيرا في يونيفيل التي يرأسها حاليا الميجر جنرال الإيطالي ستيفانو دل كول.
وزار سالفيني الذي يتزعم حزب الرابطة الإيطالي المناهض للهجرة نصب “ياد فاشيم” لضحايا المحرقة النازية في القدس الأربعاء. وخاضت إسرائيل حربا في 2006 ضد حزب الله انتهت بهدنة أشرفت عليها الأمم المتحدة.
ويعد حزب الله الميليشيا الوحيدة في لبنان التي لم تنزع سلاحها بعد الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين العامين 1975 و1990، رغم وجود قرار أممي يلزمها بذلك وهو القرار 1701.