انخفضت أسعار النفط 4 في المئة أمس، متراجعة للجلسة الثالثة على التوالي، إذ تضافرت تقارير عن تزايد المخزونات وتوقعات بإنتاج قياسي في الولايات المتحدة وروسيا مع عمليات بيع كبيرة في أسواق الأسهم العالمية.
وانخفض النفط الخام الأميركي 2.04 دولار أو 4.1 في المئة إلى 47.84 دولار للبرميل، وهو أقل مستوى منذ أيلول (سبتمبر) 2017، قبل أن يتعافى إلى 48.40 دولار. وتراجع خام برنت 2.41 دولار أو 4 في المئة إلى 57.20 دولار، وهو أقل مستوى منذ 14 شهراً، لكنه قلص الخسائر إلى 1.55 دولار ليتم تداوله عند نحو 58.06 دولار. وفقد الخام الأميركي وخام برنت أكثر من 30 في المئة منذ أوائل تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بسبب زيادة المخزونات العالمية.
واتفقت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) ومنتجون آخرون للنفط الشهر الجاري على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل، بما يعادل أكثر من واحد في المئة من الطلب العالمي، سعياً إلى خفض المخزونات وتعزيز الأسعار. ولكن التخفيضات لن تنفذ إلا الشهر المقبل. وقال مصدر في القطاع مطلع على بيانات لوكالة «رويترز» إن إنتاج النفط الروسي بلغ مستوى قياسياً عند 11.42 مليون برميل يومياً خلال الشهر الجاري.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أول من أمس أن من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط من 7 أحواض كبيرة للنفط الصخري في الولايات المتحدة إلى ما يزيد على 8 ملايين برميل يومياً بحلول نهاية العام الحالي، وذلك للمرة الأولى.
ويقول متعاملون إن المخزونات في مركز التسليم في كاشينغ في ولاية أوكلاهوما، مركز تسليم العقود الآجلة للنفط، زادت أكثر من مليون برميل بين 11 و14 الجاري، وفقاً لبيانات من شركة معلومات السوق «جينسكيب».
إلى ذلك قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس إن إنتاج روسيا النفطي قد ينخفض العام المقبل بفعل اتفاق عالمي لخفض الإنتاج، ما قد يوقف اتجاهاً صعودياً دام 10 سنين. وتعهدت روسيا بخفض الإنتاج 228 ألف برميل يومياً من متوسط شهري قياسي عند 11.41 مليون برميل يومياً. وقال نوفاك إن الخفض سيجري خلال الربع الأول العام المقبل، بعدما تجاوز الإنتاج منذ بداية الهشر الجاري 11.42 مليون برميل يومياً.
وأكد أمام لجنة لحزب «روسيا الموحدة» الحاكم في مجلس النواب الروسي إن الانتاج سيرتفع خلال العام الحالي نحو 200 ألف برميل يومياً إلى 556 مليون طن.
وتوقع نوفاك أن يراوح إنتاج النفط الروسي بين 555 و556 مليون طن العام المقبل. وأضاف: «قد يخضع هذا للتعديل لأخذ اتفاق الخفض في الحسبان، وأرجح خفضاً يراوح بين 3 ملايين طن و4 ملايين، لكن الكثير يتوقف على أي تحرك إضافي سنتبناه». وقال: «من الصعب إعطاء توقع دقيق، ثمة الكثير من الضبابية اليوم».
إلى ذلك أعلنت أعلنت «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا حالة القوة القاهرة في العمليات في حقل «الشرارة»، أكبر حقل نفطي في البلاد، بعد أسبوع من إعلانها إعفاء من الالتزامات التعاقدية في صادرات الحقل بعد سيطرة مجموعات مسلحة عليه.
وقال مهندس في حقل «الفيل» الأصغر حجماً إن الصادرات من الحقل مستمرة إذ يحافظ العمال على إمداداته من الكهرباء المشتركة مع حقل «الشرارة». وأُغلق حقل الشرارة الأسبوع الماضي بعدما سيطر عليه رجال قبائل وحراس أمن. وأعلنت مؤسسة النفط في بيان أن الإنتاج من حقل «الشرارة» لن يُستأنف «إلا بعد وضع ترتيبات أمنية بديلة».
وقال رئيس «المؤسسة الوطنية للنفط» مصطفى صنع الله في البيان: «من المؤكد أننا لا نستطيع العودة إلى العمل في ظل الوضع الأمني الذي كنا فيه قبل إغلاق الحقل».
وقال مهندس آخر إن صادرات الحقل يجري توجيهها عبر ميناء مليته للنفط والغاز الذي شأنه شأن حقل الفيل يعود إلى مشروع مشترك بين «المؤسسة الوطنية للنفط» وشركة «إيني» الإيطالية للطاقة.
الحياة