تتواصل جهود الإغاثة والبحث عن المفقودين جراء أمواج المد الزلزالي العاتية “تسونامي” التي ضربت أمس الأحد مناطق بين جزيرتي جاوة وسومطرة بإندونيسيا، مما خلف دمارا كبيرا ومئات القتلى. كما أثارت هذه الكارثة جدلا علميا وإعلاميا بسبب وقوع موجات المد العاتية دون سابق إنذار.
وقد وجدت فرق البحث وسيارات الإسعاف مصاعب في الوصول إلى المناطق المتضررة بعدما تسببت سيارات مقلوبة وركام الأبنية المنهارة وجذوع الأشجار في سد الطرق.
وكانت وكالة إدارة الكوارث الإندونيسية قد أكدت في وقت سابق الأحد أن الكارثة تسببت بمقتل 222 شخصا، وإصابة 843، مشيرة إلى أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع.
جدل علمي
وقد حدث هذا التسونامي المدمر دون أي زلزال، وهو ما أثار جدلا علميا وإعلاميا، إذ من المعروف أن أمواج المد العاتية تحدث في أعقاب وقوع زلزال تكون بؤرته في عمق البحر، لكن التسونامي الحالي جاء نتيجة فوران بركان أناك كراكاتوا الواقع غرب جاوة وجنوب سومطرة.
وذكر مراسل الجزيرة بإندونيسيا صهيب جاسم أن الفرضية الأولية للعلماء تفيد بأن ثوران البركان أدى إلى انهيارات أرضية، وتزامن ذلك مع ظاهرة المد البحري المرتبط بجاذبية القمر والشمس، ومع عواصف موسمية وأمطار فارتفعت أمواج البحر بشكل كبير لتضرب سواحل على امتداد عشرات الكيلومترات.
ولم تشهد المنطقة المنكوبة أي تسونامي منذ أكثر من 100 عام عندما ثار البركان نفسه.
وأضاف مراسل الجزيرة أن قرب المنطقة المتضررة من العاصمة سيساعد على سرعة تنفيذ عمليات الإغاثة ومساعدة المنكوبين، وأيضا إعادة إعمار ما دمرته الكارثة الطبيعية.
أضرار شديدة
وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث إن مئات المنازل والمباني تعرضت لأضرار شديدة بسبب أمواج المد العاتية التي وقعت دون سابق إنذار تقريبا في وقت متأخر أمس السبت عند مضيق سوندا.
واضطر آلاف السكان إلى الانتقال إلى أراض مرتفعة، وقال سكان في مناطق ساحلية لوسائل إعلام إنهم لم يروا أو يشعروا بأي نذر للكارثة كانحسار المياه أو وقوع زلزال قبل أن تجتاح الشاطئ أمواج يتراوح ارتفاعها بين مترين وثلاثة أمتار.
وحذرت السلطات الإندونيسية السكان والسياح في المناطق الساحلية حول مضيق سوندا من الاقتراب من الشواطئ، وأبقت على التحذير من ارتفاع المد حتى يوم غد الثلاثاء.
وأعاد وقوع التسونامي قبل عطلة عيد الميلاد إلى الأذهان ذكريات تسونامي المحيط الهندي الذي وقع بسبب زلزال يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 2004، وأسفر عن مقتل 226 ألف شخص في 14 دولة، بينهم ما يربو على 120 ألفا في إندونيسيا فقط.
المصدر : الجزيرة + وكالات