برحيل أمهم ميركل.. هل يتحول لاجئو ألمانيا لأيتام؟

برحيل أمهم ميركل.. هل يتحول لاجئو ألمانيا لأيتام؟

“لقد أصابني خبر اعتزال أم اللاجئين أنجيلا ميركل للعمل السياسي بالصدمة، فأنا ممن دخلوا ألمانيا عام 2015، بعد رحلة شاقة شاهدت فيها أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة أنياب الموت بارزة، في رحلة العذاب إلى ألمانيا. وأخشى من القادم الذي قد يحمل الأسوأ لي ولمستقبل أطفالي الذين التحقوا بمدارس ألمانية، وبدؤوا خطواتهم الأولى في إطار المجتمع الألماني”.

بهذه الكلمات التي يتلبسها الخوف من مستقبل مجهول ينتظره وأسرته في ألمانيا، تحدث اللاجئ السوري محسن عبد الله بعد إعلان المستشارة الألمانية اعتزال العمل السياسي كرئيسة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وعدم الترشح للمنصب مرة أخرى.

أما اللاجئ العراقي عمر الوردي فيبدي أسفه رحيل ميركل التي وجد اللاجئون بعهدها كل الدعم “الذي لم نجده في أوطاننا وتوفير الأمان للاجئ، وإعداده لسوق العمل الألماني من خلال تأهيله مهنيا وعلميا. ودورات اندماج في المجتمع”.

ورغم ذلك يعرب عن قلقه من المستقبل بسبب ترصد الساسة الألمان لخصوم اللاجئين الذين يتوعدونهم “بسيف القوانين والتشريعات التي تصعب حياة اللاجئ” كما يقول الوردي.
وتأكيدا لحديث الوردي تحدث رامي العمر القادم من سوريا بقوله “للأسف لم نكن نتمنى رحيل ميركل لأنها قدمت لنا الكثير في شتى مجالات الحياة من سكن وعمل ومساعدات مالية. في وقت تخلت عنا دول عربية كنا نحسبها وطنا بديلا لنا كلاجئين، ولهذا فالخوف من المستقبل هاجسي الأول بعد رحيل ميركل”.

وكانت ميركل رفعت شعارها الشهير “نستطيع أن ننجز ذلك” في وجه خصومها، وتعبيرا عن ثقتها في قدرة ماكينة الاقتصاد الألماني الذي يحتل الصدارة أوروبيا والثالث عالميا، في معالجة تبعات دخول عشرات الآلاف من اللاجئين.

عن ذلك يعرب اللاجئ السوري خالد الخطيب عن قناعته أنه -وجميع اللاجئين- لن ينسوا موقف ميركل الإنساني معهم، ولكنه لا يشعر بالقلق تجاه رحيل ميركل السياسي، فحزبها باق وسياساته -كما يعتقد خالد- لن تتغير، والأهم من ذلك أن اللاجئين استطاعوا الاندماج في المجتمع والاقتصاد الألماني، وهذا ما يريده الألمان.
من جانبه يقول طالب الزاجي العضو سابق بحزب ميركل وناشط في مجال الدفاع عن اللاجئين “بصفتي عضوا سابقا بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أعتقد أن رئيسة الحزب الجديدة أنغريت كارينباور ستسير على نهج ميركل، ولكن هناك خوفا من ممارسة الشركاء بالائتلاف الحكومي القادم ضغوطا لاتخاذ إجراءات قانونية مجحفة بحق اللاجئين، وبالذات من لديهم حق الحماية الثانوية، ووضع العراقيل أمام طلبات لم الشمل”.

منذ قرارها المثير للجدل بفتح الحدود أمام اللاجئين عام 2015 والذي شهد استقبال 850 ألف لاجئ، وانشغالها بمعركة الدفاع عن هذا القرار وتوابعه، شهدت الساحة السياسية الألمانية صعود الحزب الشعبوي “بديل لألمانيا” المعادي للأجانب.

في هذا الاتجاه يذهب عبد الناصر جعفر، وهو أحد اللاجئين السوريين، بالقول إنه وبرغم الفراغ الكبير الذي سيخلفه رحيل ميركل، فإنه ليس خائفا من هذا الرحيل، لأنه يعلم جيدا أن “هناك سياسات عامة تحكم السياسي الألماني من أي حزب كان، فشيخوخة ألمانيا أجبرتها على استقطاب هذا العدد الضخم من اللاجئين لضخ الحياة في المجتمع والاقتصاد الألمانيين”.
غير أن اللاجئ اليمني علي الحبشي تحدث بشيء من التوجس “لقد وفرت لي حكومة ميركل كل ما أريده من سكن مناسب ودورات إدماج في المجتمع، وكرامة لم أجدها في وطني بكل أسف، وأسعى لإكمال دراستي الجامعية، ولكنني قلق من صعود الحزب الشعبوي (بديل لألمانيا) والساسة خصوم اللاجئين الذين سيسعون لتصفية حساباتهم مع إرث ميركل السياسي، وقد يكون الضحية هو اللاجئ وحقوقه”.

الجزيرة