بهذه الكلمات التي يتلبسها الخوف من مستقبل مجهول ينتظره وأسرته في ألمانيا، تحدث اللاجئ السوري محسن عبد الله بعد إعلان المستشارة الألمانية اعتزال العمل السياسي كرئيسة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وعدم الترشح للمنصب مرة أخرى.
أما اللاجئ العراقي عمر الوردي فيبدي أسفه رحيل ميركل التي وجد اللاجئون بعهدها كل الدعم “الذي لم نجده في أوطاننا وتوفير الأمان للاجئ، وإعداده لسوق العمل الألماني من خلال تأهيله مهنيا وعلميا. ودورات اندماج في المجتمع”.
وكانت ميركل رفعت شعارها الشهير “نستطيع أن ننجز ذلك” في وجه خصومها، وتعبيرا عن ثقتها في قدرة ماكينة الاقتصاد الألماني الذي يحتل الصدارة أوروبيا والثالث عالميا، في معالجة تبعات دخول عشرات الآلاف من اللاجئين.
منذ قرارها المثير للجدل بفتح الحدود أمام اللاجئين عام 2015 والذي شهد استقبال 850 ألف لاجئ، وانشغالها بمعركة الدفاع عن هذا القرار وتوابعه، شهدت الساحة السياسية الألمانية صعود الحزب الشعبوي “بديل لألمانيا” المعادي للأجانب.
في هذا الاتجاه يذهب عبد الناصر جعفر، وهو أحد اللاجئين السوريين، بالقول إنه وبرغم الفراغ الكبير الذي سيخلفه رحيل ميركل، فإنه ليس خائفا من هذا الرحيل، لأنه يعلم جيدا أن “هناك سياسات عامة تحكم السياسي الألماني من أي حزب كان، فشيخوخة ألمانيا أجبرتها على استقطاب هذا العدد الضخم من اللاجئين لضخ الحياة في المجتمع والاقتصاد الألمانيين”.
غير أن اللاجئ اليمني علي الحبشي تحدث بشيء من التوجس “لقد وفرت لي حكومة ميركل كل ما أريده من سكن مناسب ودورات إدماج في المجتمع، وكرامة لم أجدها في وطني بكل أسف، وأسعى لإكمال دراستي الجامعية، ولكنني قلق من صعود الحزب الشعبوي (بديل لألمانيا) والساسة خصوم اللاجئين الذين سيسعون لتصفية حساباتهم مع إرث ميركل السياسي، وقد يكون الضحية هو اللاجئ وحقوقه”.
الجزيرة