قاعدة الأسد الجوية (العراق) – قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيارة مفاجئة للقوات الأميركية المنتشرة في العراق الأربعاء بمناسبة عيد الميلاد وهي أول زيارة له لمنطقة صراعات بعد عامين تقريبا من رئاسته وعقب أيام من الإعلان عن سحب قوات بلاده من سوريا.
وهبطت طائرة الرئاسة الأميركية في قاعدة الأسد الجوية غربي بغداد بعد رحلة استمرت طوال الليل من واشنطن ومع السيدة الأولى ميلانيا ترامب ومجموعة صغيرة من المساعدين ومسؤولين بجهاز أمن الرئاسة وعدد من الصحافيين.
وقال ترامب إنه ليس لديه أي خطط للانسحاب من العراق، مضيفا “في الواقع، بإمكاننا استخدام (العراق) كقاعدة إذا أردنا القيام بشيء في سوريا”.
ولم يلتق الرئيس الأميركي بأي من المسؤولين العراقيين حيث غادر العراق بعد زيارته المفاجئة لتفقد قوات بلاده المنتشرة في البلاد.
ورغم السرية التي أحيطت بها الزيارة، إلا أن تكهنات سرت حول قيام ترامب بهذه الرحلة في أعقاب قراره خفض عديد القوات في أفغانستان والانسحاب الكامل من سوريا.
وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز على تويتر إن “الرئيس ترامب والسيدة الأولى توجها إلى العراق في وقت متأخر ليلة عيد الميلاد لتفقد قواتنا والقيادة العسكرية العليا لشكرهم على خدماتهم ونجاحهم وتضحياتهم وليتمنيا لهم عيد ميلاد سعيدا”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم ميلانيا “إنها زيارة مفاجئة للشجعان المنتشرين حاليا في العراق”.
والرحلات الرئاسية لتعزيز معنويات الجنود تقليد في سنوات الحرب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، وقد تعرض ترامب لانتقادات لعدم توجهه حتى الآن إلى منطقة حرب.
ودافع الرئيس الأميركي في تصريحات للصحافيين عن قرار سحب القوات الأميركية من سوريا وعبر عن اعتقاده بأن كثيرا من الأشخاص سيقتنعون بطريقة تفكيره.
وقال ترامب “إذا ما رأينا ما لا يروق لنا من تنظيم الدولة الإسلامية، نستطيع أن نضربه بسرعة وقوة ، بحيث لا يعلمون ماذا يجري”. وأكد الرئيس الأميركي أن التنظيم قد هُزِم شر هزيمة.
وأضاف “لا تستطيع الولايات المتحدة أن تبقى شرطي العالم. أنه أمر غير عادل عندما يقع العبء علينا، على الولايات المتحدة”.
وأوضح ترامب أنه ليس في عجلة من أمره لاختيار وزير جديد للدفاع، وقال إن باتريك شاناهان، نائب الوزير الذي كلفه يوم الأحد الماضي بالقيام بأعمال الوزير، “قد يبقى في المنصب لفترة طويلة”.
وكان ترامب قد أمر سحب في أقرب فرصة الجنود الأميركيين الألفين من شمال شرق سوريا حيث يقاتلون الجهاديين إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التحالف العربي الكردي، معتبرا أن هدف “هزيمة” تنظيم الدولة الإسلامية قد تحقق.
ويرى محللون أن الانسحاب الأميركي يمهّد الطريق أمام إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة عبر تكريس ممر بري يربطها بالبحر المتوسط، وهو الهدف الذي لطالما طمحت إليه طهران وتصدت له واشنطن.
وكشف الثلاثاء عن قيام الولايات المتحدة الأميركية بإنشاء قاعدتين عسكريتين جديدتين غربي العراق، ما كانت قد رصدته صحيفة “العرب” قبل أيام بشأن تحركات أميركية واسعة في تلك المناطق على صلة بترتيبات ما بعد إعلان إدارة ترامب عن سحب القوات من الأراضي السورية.
وكشف مسؤول عراقي أنّ الجيش الأميركي أنشأ قاعدتين له داخل الأراضي العراقية على مقربة من الحدود السورية.
وقال فرحان الدليمي، عضو مجلس محافظة الأنبار لوكالة الأناضول، إنّ القاعدة الأولى أنشئت شمالي ناحية الرمانة التابعة لقضاء القائم على الحدود العراقية السورية، والذي يقع على بعد 360 كيلومترا غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار، فيما أنشئت القاعدة الثانية إلى الشرق من مدينة الرطبة على بعد 310 كيلومترات غرب الرمادي وأقل من 100 كيلومتر عن حدود سوريا.
وتمتاز الرطبة بموقع استراتيجي وسط الصحراء الشاسعة غربي الأنبار، حيث تشكل نقطة التقاء طرق رئيسية قادمة من ثلاثة معابر حدودية هي عرعر مع السعودية، وطريبيل مع الأردن، والوليد مع سوريا.
وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أميركي في العراق، وذلك منذ تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2014، لمحاربة تنظيم داعش.
وسبق لمصادر عسكرية أن كشفت قبل أيام لـ“العرب” عما سمته “ترتيبات مشتركة بين الولايات المتحدة والعراق لتأمين الحدود مع سوريا”.
ووفقا لذات المصادر فإن الترتيبات الجديدة بين بغداد وواشنطن تشمل “تبادل أدوار” بين الجيش العراقي ونظيره الأميركي في عدد من مناطق الشرق السوري المتصلة بالحدود العراقية، ما يسمح للقوات الأميركية بالخروج من سوريا وإعادة التمركز في مناطق بغرب الأنبار.
وتقول المصادر إن الترتيبات التي أعقبت مفاوضات بين بغداد وواشنطن تسمح للقوات العراقية بالتوغل لنحو 70 كيلومترا داخل العمق السوري في حال شكّلت تحركات تنظيم داعش في المنطقة أي تهديد للحدود موضحّة أن “الجانب السوري على علم بهذه الترتيبات”.
وتقول المصادر إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اقترح على المسؤولين العراقيين أن تتولى القوات العراقية تغطية جانب من العمق السوري خلال مرحلة الانسحاب الأميركي من المناطق الشرقية على أن يترك لها تقدير الموقف على الأرض.
العرب