دمشق – حملت الغارات الإسرائيلية على سوريا الليلة قبل الماضية رسالة سياسية واضحة بأنها غير معنية بالتحليلات والتعليقات الخاصة بالانسحاب الأميركي، والتي تذهب إلى الاستنتاج بأن هذا الانسحاب سيؤثر على إسرائيل ويقلل من هامش التحرك أمامها بمواجهة نفوذ إيران وميليشياتها في سوريا.
وحمل كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، إشارة واضحة إلى أن الانسحاب الأميركي قد يخلط أوراق قوى إقليمية أخرى، لكن بلاده ستدافع عما أسماه “خطوطها الحمراء” في سوريا، مؤكدا رفض إسرائيل لتوطيد الوجود الإيراني في سوريا.
وغرد نتنياهو على تويتر “لسنا على استعداد للقبول بتعزيزات عسكرية إيرانية موجهة ضدنا في سوريا.. سنتصدى لها بضراوة وبشكل مستمر، حتى في هذه الأيام”.
ويقول محللون إن إسرائيل نجحت إلى حدّ الآن في تحويل ضرباتها على مواقع في سوريا إلى أمر واقع شبيه باستهدافها اليومي لمواقع في قطاع غزة، لافتين إلى أن إيران وحزب الله كفّا حتى عن إصدار بيانات تحذير أو تهديد بـ”الرد في الوقت المناسب”.
ولم يخرج الرد السوري بدوره عن إطلاق صواريخ بشكل روتيني لتسجيل الحضور دون أن يستفيد من صواريخ أس-300 المتطورة التي حصل عليها من روسيا، والتي يبدو أن هناك فيتو من روسيا على توظيفها، وقد تكون لذلك علاقة بتفاهمات روسية إسرائيلية.
وعبرت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، في بيان عن قلقها جراء الضربات وطريقة تنفيذها. معتبرة أن “الضربات انتهاك صارخ لسيادة سوريا”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الإسرائيلية “الاستفزازية” شكلت خطرا على طائرتين مدنيتين. وقال المتحدث باسمها إيغور كوناشنكوف إن “الهجوم جاء من الأجواء اللبنانية” فيما كانت “طائرتان، غير روسيتين، تستعدان للهبوط في مطاري بيروت ودمشق”.
لكن مجلة نيوزويك الأميركية قالت إن “مسؤولين من حزب الله أصيبوا في الغارات الإسرائيلية بعد دقائق من صعودهم إلى طائرة إيرانية كانت متجهة إلى طهران”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الغارات الإسرائيلية استهدفت “مخازن أسلحة لحزب الله أو القوات الإيرانية جنوب وجنوب غرب دمشق”.
وتقع هذه الأهداف في الديماس والكسوة وجمرايا في غرب وجنوب غرب دمشق حيث شنت إسرائيل ضربات في الماضي.
العرب