دمشق – تعتزم الجزائر طرح مبادرة تهدف إلى تمكين سوريا من استعادة عضويتها في الجامعة العربية التي جرى تعليقها منذ نوفمبر 2011.
ويوجد في الفترة الحالية مزاج عربي يميل نحو ضرورة إعادة العلاقات مع دمشق، وعدم السماح لقوى إقليمية لها طموحات توسعية بملء الفراغ الذي خلفه غياب الدور العربي.
وتعززت هذه الرغبة مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخّرا عن قراره سحب قوات بلاده من سوريا، الأمر ترى فيه كل من أنقرة وطهران فرصتها في وضع يدها على البلد.
ومنذ الإعلان الأميركي عن سحب القوات شرعت تركيا في حشد جيشها على الحدود مع سوريا استعدادا لاقتحام مناطق بشمال البلاد وشرقها بذريعة انتزاع الأراضي من سيطرة الفصائل الكردية التي تصنّفها أنقرة إرهابية، وكانت الولايات المتحدة قد سلّحتها ووفّرت لها الحماية على اعتبار أنها مشاركة بشكل أساسي في الحرب على تنظيم داعش.
أما إيران فلم تبد أي بوادر لسحب ميليشياتها التي كانت قد حاربت في سوريا منذ بداية الأزمة، ويُخشى أن يشجعها الانسحاب الأميركي على تعزيز وجود تلك الميليشيات على الأراضي السورية لتأمين الممر الذي تريد طهران أن يصل بينها وبين بيروت مرورا بسوريا والعراق.
ونقل الموقع الإخباري الإلكتروني “الجزائر باتريوتيك” عن مصادر دبلوماسية قولها، الأحد، إن الجزائر تعكف على إعداد مقترح يخصّ عودة سوريا للجامعة العربية، وأن هذا المقترح سيتم طرحه على القمة العربية الثلاثين التي ستُعقد بتونس في مارس المقبل.
وأشارت المصادر إلى أن “الجزائر لم تتوقف عن حث الدول العربية على رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة من خلال وزير خارجيتها عبدالقادر مساهل”، حيث ترى الجزائر أن “عودة سوريا أمر ضروري للتسيير السلس لجامعة الدول العربية”.
ويرى متابعون أن الأجواء في المنطقة مهيأة لإمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربية، في ظل إقدام دول عربية على إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وبينهما الإمارات العربية المتحدة.
وقالت هيئة الطيران المدني الإماراتي، الأحد إنها تعمل على تقييم وضع مطار دمشق الدولي لتحديد إمكانية استئناف شركات الطيران الوطنية رحلاتها إلى العاصمة السورية خلال الفترة المقبلة.
وجاء ذلك في بيان صادر عن الهيئة، الأحد، بعد 4 أيام من إعلان وزارة الخارجية الإماراتية استئناف العمل في سفارتها بدمشق.
وذكرت الهيئة، في بيانها، أنها تقيّم إمكانية استئناف رحلات شركات الطيران العاملة في الإمارات، إلى العاصمة السورية دمشق. ومنذ 2012 علّقت شركتا طيران الاتحاد وطيران الإمارات رحلاتهما الجوية من وإلى مطارات سوريا بسبب الأحداث الأمنية.
ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني سيف السويدي، قوله إن التقييم يأتي من خلال لجنة متخصصة على أن يتم اتخاذ القرار المناسب بناء على تقرير اللجنة.
وأوضح السويدي أن أمن وسلامة المسافرين يأتي على رأس أولويات الهيئة؛ لذلك سيتم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة التي تتضمن سلامة المسافرين والطائرات.
واستأنفت العديد من الدول مؤخرا رحلاتها الجوية من وإلى دمشق أحدثها تونس؛ حيث استعادت حركة الطيران المدني فوق سوريا عافيتها بعد أن شهدت حالة من الشلل منذ بداية الحرب.
ولا يستبعد خبراء أن تشهد القمة العربية التي ستُعقد في تونس في مارس المقبل عودة سوريا، خاصة وأن تجميدها ساهم في إضعاف الدور العربي في حل الأزمة.
وكانت البحرين انضمت إلى الإمارات في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وقبلها كان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد أجرى زيارة مفاجئة إلى دمشق، في أول زيارة لزعيم عربي إلى هذا البلد منذ اندلاع الأزمة في العام 2011.
وأكد محللون أن هذه الزيارة التي قام بها البشير أتت بإيعاز من دول عربية مثل مصر والسعودية لكسر الحاجز النفسي في إعادة التواصل مع سوريا.
وقال دبلوماسي عربي في بيروت، رفض كشف هويته، لوكالة فرانس برس الأحد “نشهد اليوم انفتاحا عربيّا على دمشق أكبر من أي وقت مضى”.
ويرجح الخبراء أن تشهد سوريا في بداية العام المقبل عودة العلاقات مع دول عربية أخرى، حيث أبدى الأردن بدوره رغبة في التطبيع السياسي مع الرئيس بشار الأسد، بعد تطبيع تجاري جرى قبل أشهر بفتح معبر جابر نصيب.
العرب