لندن – أطلقت إيران سلسلة جديدة من استعراضات القوة في مواجهة اشتداد العقوبات الأميركية المفروضة على النظام عبر الإعلان عن اعتزامها تزويد الزوارق السريعة في الخليج العربي بتكنولوجيا التخفي حتى لا يرصدها الرادار.
ويتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن في مياه الخليج العربي، الممر الحيوي لشحن النفط في العالم. ويقول مراقبون إن الإعلان الإيراني الجديد عن تزويد الزوارق السريعة بتكنولوجيا التخفي من الرادار وقاذفات الصواريخ يستهدف بالأساس الداخل الإيراني الذي بدا منتفضا جراء اشتداد وقع العقوبات الأميركية المفروضة وسوء الأوضاع الاقتصادية.
وكان النظام الإيراني أعلن في أغسطس الماضي عن طائرة إيرانية من الجيل الرابع أطلق عليها اسم “كوثر” قبل أن يكتشف فيما بعد أنها من طراز أميركي قديم أثبت فشلا ذريعا خلال حرب فيتنام.
وقال الحرس الثوري الإيراني الاثنين إنه يعتزم تزويد الزوارق السريعة التابعة له في الخليج بتكنولوجيا التخفي حتى لا يرصدها الرادار وكذلك بقاذفات صواريخ جديدة.
ودخلت حاملة الطائرات الأميركية “جون سي. ستينيس” مياه الخليج الأسبوع الماضي لينتهي بذلك غياب طويل لحاملات الطائرات الأميركية عن المنطقة وكانت تتعقبها الزوارق السريعة التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ووقعت مواجهات من حين لآخر في السنوات القليلة الماضية بين سفن الحرس الثوري الإيراني والجيش الأميركي في الخليج لكن عددها انخفض في الشهور الأخيرة.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن الأميرال علي رضا تنكسيري قائد سلاح البحرية التابع للحرس الثوري قوله “نحاول زيادة قدرات زوارق الحرس السريعة وتجهيزها بتكنولوجيا التخفي لتسهيل عملياتها”.
وقال تنكسيري أيضا إن الزوارق السريعة ستجهز بصواريخ جديدة وستصل سرعتها إلى 80 عقدة في الساعة. لكنه لم يوضح ما إذا كانت إيران تمكنت بالفعل من الحصول على هذه التكنولوجيا أم أنها لا تزال في مرحلة الدراسة.
وتقول إيران إنها تطور تكنولوجيا تخفي خاصة بها للطائرات المقاتلة والسفن لكن النماذج الأولية التي كشفت عنها في السنوات القليلة الماضية كانت تقابل في الغالب باستهزاء من خبراء الدفاع.
وتصاعدت الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران في مايو وأعاد فرض العقوبات على قطاعي البنوك والطاقة الإيرانيين.
وحذرت إيران من أنها إذا لم تستطع بيع نفطها بسبب الضغوط الأميركية فلن يسمح لأي دولة أخرى في المنطقة بأن تقوم بذلك وهددت بإغلاق مضيق هرمز.
وتفتقر القوات البحرية التابعة للحرس الثوري إلى أسطول بحري تقليدي قوي، لكنها تملك الكثير من الزوارق السريعة وقاذفات الصواريخ المحمولة والمضادة للسفن ويمكنها زرع ألغام بحرية.
العرب