أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن ممثلين عن حركة طالبان الأفغانية أجروا مفاوضات مع مسؤولين إيرانيين في طهران.
وجرت المحادثات بعلم الرئيس الأفغاني أشرف غني وتهدف إلى رسم معالم مفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية.
وقال قاسمي في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الرسمي في بث مباشر الاثنين “كان هناك وفد من طالبان في طهران الأحد، أجروا مفاوضات شاملة مع نائب وزير الخارجية الإيراني”.
وتابع قائلاً: “50 بالمئة من الأراضي الأفغانية بيد طالبان، وهذا البلد يعاني من غياب الأمن والاستقرار، وقد تم التباحث في هذا الشأن مع حكومة الرئيس أشرف غني، والهدف من محادثات إيران مع طالبان، المساعدة في الحوار بين الفصائل الأفغانية والحكومة لتحقيق تقدم في مسيرة السلام”.
ولم تصدر حركة طالبان أي تعقيب عن لقاء وفد من الحركة مع مسؤولين إيرانيين.
والتقى ممثلون من طالبان والولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة الشهر الجاري في الإمارات لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب المندلعة منذ 17 عاما في أفغانستان.
لكن طالبان رفضت إجراء محادثات رسمية مع الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب.
ويصر المتشددون على التوصل أولا لاتفاق مع الولايات المتحدة، التي تعتبرها الحركة القوة الرئيسية في البلاد منذ أن أطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة بطالبان من السلطة عام 2001.
وتقول طالبان، التي تسعى لإعادة فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية في أفغانستان بعد الإطاحة بحكمها عام 2001، إن وجود قوات دولية هو العقبة الرئيسية أمام إحلال السلام. وحتى في الوقت الذي تكتسب فيه عملية السلام زخما، فقد استمر القتال الذي كبد الجانبين خسائر فادحة.
وخلال السنوات القليلة الماضية نشطت مجموعات من مقاتلي تنظيم داعش بشكل متزايد في أفغانستان واشتبكت مع كل من القوات الحكومية ومقاتلي طالبان مما أثار قلق الدول المجاورة.
وتقول الولايات المتحدة إن طهران تحاول بسط نفوذها في غرب أفغانستان. واتهم مسؤولون أفغان أيضاً طهران خلال الشهور القليلة الماضية بإمداد طالبان بالمال والسلاح والمتفجرات، لكن طهران تنفي ذلك.
وذكرت مصادر من طالبان هذا الشهر أن الحركة أجرت مفاوضات أيضا مع مسؤولين أميركيين بشأن مقترحات لوقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر وانسحاب القوات الأجنبية في المستقبل.
ويخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض عدد الجنود الأميركيين، ما يلقي بظلاله على جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة والتي تزايدت وتيرتها في الأشهر الأخيرة.
ورغم أنه لم يصدر إعلان رسمي عن الانسحاب الأميركي، فإن مجرد التلميح إلى أن الولايات المتحدة ستخفض وجودها العسكري، أثار قلق العاصمة الأفغانية وزاد المخاوف من مزيد من سفك الدماء في 2019.
وجاء قرار ترامب سحب جزء من القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان وعددها 14 ألف جندي، فيما التقى المبعوث الأميركي للسلام زلماي خليل زاد مسؤولين من طالبان في أبوظبي في وقت سابق من هذا الشهر، في إطار الجهود لإعادة المسلحين إلى طاولة المفاوضات مع كابول.
وتسود مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة المتسرعة إلى زعزعة موقف خليل زاد التفاوضي، وتشجيع طالبان، وتقويض معنويات القوات الأفغانية التي منيت بكثير من الخسائر.
ويبدي العديد من الأفغان عن قلقهم من انهيار حكومة الوحدة الأفغانية الهشة إذا انسحبت القوات الأميركية، ما سيشجع طالبان على العودة إلى السلطة وربما إشعال حرب أهلية جديدة.