واشنطن: انسحاب أميركا من سورية لن يؤثر في دعمها إسرائيل

واشنطن: انسحاب أميركا من سورية لن يؤثر في دعمها إسرائيل

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سورية «لن يغير شيئاً» بالنسبة للدعم والحماية الأميركيين لإسرائيل.

فيما قتل نحو 20 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين، أول من أمس في اشتباكات عنيفة بين الفصائل السورية المقاتلة و«هيئة تحرير الشام» غرب محافظة حلب شمال البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وجاء تصريح بومبيو أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في برازيليا أول من أمس، على هامش تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد جاير بولسونارو.

وقال بومبيو إن «قرار الرئيس في شأن سورية لا يغير شيئاً تعمل عليه هذه الإدارة مع إسرائيل». وأضاف إن «الحملة ضد داعش مستمرة، وجهودنا لمواجهة العدوان الإيراني مستمرة، والتزامنا باستقرار الشرق الأوسط وحماية إسرائيل مستمر بالطريقة نفسها التي كان عليها قبل القرار».

وتشير حقيقة أن هذه هي المسألة الرئيسة في المحادثات بين بومبيو ونتانياهو.

وقال نتانياهو: «هناك الكثير من القضايا التي علينا مناقشتها. سنناقش التعاون المكثف بين إسرائيل والولايات المتحدة، والاسئلة التي ترتبت على القرار الأميركي في شأن سورية».

وأضاف أن المحادثات ستبحث «كيفية تكثيف تعاوننا الاستخباراتي والعملياتي بشكل أكبر في سورية وغيرها من المناطق لوقف العدوان الإيراني في الشرق الأوسط».

وذكر مسؤول أميركي يرافق بومبيو أن الرجلين «ناقشا التهديد غير المقبول الذي يمثله العدوان والاستفزاز الاقليمي لإيران وعملائها على إسرائيل وأمن المنطقة».

وقال إن بومبيو «أكد التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وحقها غير المشروط بالدفاع عن النفس».

وفاجأ قرار ترامب بالانسحاب من سورية السياسيين والقادة العسكريين الأميركيين الذين أعربوا عن دهشتهم من الإعلان عن مثل هذا القرار المهم بعد مشاورات مسبقة قليلة رغم نصيحة مستشاري ترامب الأمنيين. وأدى القرار إلى استقالة وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس من منصبه.

على صعد آخر، قتل نحو 20 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين، أول من أمس في اشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة و«هيئة تحرير الشام» غرب محافظة حلب في شمال البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتسيطر «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة منضوية في «الجبهة الوطنية للتحرير» على محافظة إدلب (شمال غرب) وأجزاء من محافظات محاذية لها، بينها ريف حلب الغربي. وطالما شهدت المنطقة اقتتالاً داخلياً بين الفصائل المتنافسة في ما بينها.

واتهمت هيئة تحرير الشام الاثنين حركة «نور الدين زنكي»، أحد أبرز مكونات «الجبهة الوطنية» والمدعومة من أنقرة، بقتل خمسة من عناصرها، لتشن مباشرة هجوماً ضد مواقعها في ريف حلب الغربي المحاذي لإدلب.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «أسفرت الاشتباكات أول من أمس عن مقتل 17 مقاتلاً، بينهم 12 من هيئة تحرير الشام وخمسة من زنكي، فضلاً عن مدنيين اثنين بينهم ممرض. كما أسفرت الاشتباكات المستمرة أيضاً عن إصابة نحو 35 عنصراً بجروح».

وسيطرت «الهيئة» خلال هجومها على حركة «نور الدين زنكي»، الناشطة بشكل أساسي غرب حلب، على قريتين ثم اقتحمت بلدة دارة عزة التي تتواصل فيها المعارك، وفق المرصد.

وانضمت فصائل أخرى ضمن «الجبهة الوطنية للتحرير» إلى القتال إلى جانب «نور الدين زنكي»، وفق المرصد الذي أشار إلى إرسال فصائل موالية لأنقرة في شمال شرقي حلب أيضاً تعزيزات عسكرية لمواجهة «هيئة تحرير الشام».

وتشهد إدلب والمناطق المحاذية لها منذ عامين توتراً بين «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى على رأسها حركتا «أحرار الشام» و«نور الدين زنكي».

وعلى وقع اقتتال داخلي تكرر في العامين 2017 و2018، تمكنت «الهيئة» كونها الأكثر قوة وتنظيماً من طرد الفصائل من مناطق واسعة، وبسطت سيطرتها على المساحة الأكبر من المنطقة، فيما باتت الفصائل الأخرى تنتشر في مناطق محدودة.

وتعد محافظة إدلب ومحيطها منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية.

وتوصلت روسيا وتركيا في 17 أيلول (سبتمبر) الى اتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح فيها بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً.

وأعلنت أنقرة بعد أسابيع عن اتمام سحب السلاح الثقيل منها، إلا أن المرحلة الثانية من الاتفاق لم تطبق بعد إذ كان يفترض أن ينسحب المقاتلون وعلى رأسهم «هيئة تحرير الشام» من المنطقة.