انتهى السبت التاسع من مظاهرات حركة “السترات الصفراء” في فرنسا على وقع صدامات واعتقالات في باريس ومدن أخرى، كما ترددت مطالب باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يواجه منذ شهرين احتجاجات عنيفة ضد سياسات حكومته الاقتصادية.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن 84 ألفا شاركوا في المظاهرات بعدة مدن، مقارنة بنحو خمسين ألفا تظاهروا الأسبوع السابق. وفي المقابل، نشرت الوزارة ثمانين ألف شرطي في مختلف أنحاء البلاد، بينهم خمسة آلاف في باريس تحسبا لأعمال عنف.
ووقعت في باريس مواجهات في بعض المواقع بعدما قام متظاهرون برشق الحجارة، لترد قوات الأمن بقنابل الغاز وخراطيم المياه، وفي المساء تدخلت قوات الأمن لإبعاد متظاهرين عن قوس النصر.
وكان محتجون احتشدوا خلال النهار في شارع الشانزيليزيه بباريس، في حين أغلقت الشرطة وسط العاصمة خشية اندلاع أعمال عنف جديدة من جانب العناصر المتطرفة في حركة السترات الصفراء، حيث أغلقت الجسور على نهر السين، كما أُقيمت حواجز أمنية أمام المباني الرسمية، مثل البرلمان وقصر الإليزيه.
وفي باريس وحدها نشرت وزارة الداخلية نحو خمسة آلاف شرطي وعربات مصفحة تابعة للدرك، في محاولة للسيطرة على المظاهرات.
وخلال مظاهرات السبت التاسع بباريس ومناطق أخرى، ردد محتجون هتافات وحملوا لافتات تنادي باستقالة ماكرون.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الشرطة الفرنسية اعتقلت أكثر من مئة متظاهر خلال مظاهرات باريس التي تأتي قبل ثلاثة أيام من حوار وطني دعا إليه ماكرون. من جهتها قالت الشرطة إن 156 شخصا اعتقلوا في باريس.
وشهدت مدينة بورج (وسط فرنسا) تعبئة كبيرة، حيث تظاهر المئات من عناصر السترات الصفراء رغم قرار السلطات منع التظاهر وسط المدينة.
وتظاهر آلاف آخرون من الحركة المناهضة للرئيس ماكرون في مدن فرنسية أخرى، بينها بوردو ونانت وليل وتولوز وليون وستراسبورغ.
وفي بيزونسون وستراسبورغ وقعت مواجهات أسفرت عن اعتقال نحو ثلاثين شخصا، وفي مدينة سان بريو وقعت مواجهات مماثلة أسفرت عن جرحى في صفوف المتظاهرين، وفق ما نقلته صحيفة لوموند الفرنسية.
وبعد تباطؤ الحراك الاحتجاجي نهاية العام الماضي، استعادت الحركة زخمها السبت الماضي، حيث تظاهر نحو خمسين ألف شخص في الشوارع، بحسب أرقام وزارة الداخلية الفرنسية، التي يطعن فيها باستمرار محتجو السترات الصفراء.
المصدر : الجزيرة + وكالات