هل سيهبط النفط مجدداً ؟

هل سيهبط النفط مجدداً ؟

hbl-markets8028Oil-gas

منذ بداية ازمة تهاوي اسعار النفط في حزيران/ يونيو من العام 2014 ، بدا واضح ان النفط قد بدأ بتلقي الصدمات التي رأى فيها البعض انها مجرد زوبعة لن تطول كثيرا ، الانها كما نشاهد اليوم تقترب الازمة من العام دون ان يكون هناك اي بريق امل لعودة الاوضاع الى ما كانت عليه .
وقد تراجع سعر النفط الخام الأميركي لأقرب شهر استحقاق 26 سنتاً إلى 59.70 دولاراً للبرميل ورافقه وهبطت أسعار التعاقدات الآجلة لخام “برنت” 44 سنتاَ إلى 63.43 دولاراَ للبرميل .
جل التحليلات المختصة تتفق على ان الازمة التي يعيشها النفط هي بمثابة اعادة رسم لخارطة مستقبله واعادة النظر في الية الاسعار التي كانت قبل الازمة تتجاوز حاجز 100 دولار للبرميل وهو ما يرى فيه الخبراء انه الخطأ المسكوت عنه .
اليوم لا تزال أسعار النفط العالمية أقل من العام الماضي بنسبة قد تفوق 35% ، و سوق النفط يشهد وفرة في المعروض في حين ضعف الطلب العالمي ما زال يحد من قوة انتعاش الاسعار.
وهنا اشارت تصريحات لمسؤولين في قطاع النفط السعودي بان المملكة قد ترفع مستويات إنتاجها القياسية وزيادة إمداداتها من الخام للأسواق العالمية لزيادة الإنتاج فوق المستويات القياسية للوفاء بالطلب القوي إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ما أدّى إلى هبوط الأسعار.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي على النفط أكثر من المتوقع هذا العام بفعل التعافي الاقتصادي العالمي، والطقس الشتوي البارد نسبيا في نصف الكرة الشمالي. لكن قد يبدوا هذا التوقع مبالعا فيه اذا ما نظرنا الى واقع السوق و حجم العرض والطلب وهو ما يراه محللين في أسواق النفط أن هذا النمو المتوقع سيكون بالأساس في النصف الأول من العام الحالي، مما يعني أن الطلب سيتراجع في نهاية العام نفسه.
اليوم وبعد هذا التذبذب في اسعار النفط نلاحظ بأن اسعار النفط قد تعود الى بداية الازمة فالموضوع مرتبط اساسا بالعرض والطلب وكما هو واضح نرى أن المعروض اليوم بتفوق كثيرا على حاجة السوق وخصوصا مع عودة دول مثل العراق وايران ، وليبيا التي اعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، بأن إنتاج البلاد يبلغ 500 ألف برميل يوميا ويزيد الرقم بذلك على حجم الإنتاج الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي، والبالغ 460 ألف برميل يوميا. ومع عودة انتاج هذه الدول الى السوق بإنتاج اعلى سيقود الى المزيد من التراجع في اسعار النفط .
وهنا يرى مدير أبحاث منظمة “أوبك” السابق، الدكتور حسن قبازرد “أن أسعار النفط ستظل تحت ضغوط شديدة في النصف الثاني من العام الجاري. وبين قبازرد أن أسعار برنت قد تسجل ارتفاعا جديداً خلال الربع الأخير من هذا العام، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن تتداول في نطاق بين 40 إلى 50 دولارًا للبرميل”.
وحول الدول التي قد تؤثر في اسعار النفط ومسالة العرض والطلب فأن العراق بحسب قبازرد قد يستمر في ضخ المزيد من النفط في السوق، اما ايران في حال التوصل إلى اتفاق مع القوى الغربية حول برنامجها النووي يؤدي إلى رفع الحظر النفطي عنها. ومن المحتمل أن تزيد إيران الأمر كما أن هناك ليبيا التي وإن كانت الأوضاع السياسية فيها غير مشجعة حتى الآن فإن إنتاجها زاد قليلاً في الأشهر الأخيرة، وقد يزداد أكثر بنهاية العام.
عوامل كثيرة تؤكد ان اسعار النفط نحو الهبوط ؛ توقعات متشائمة لنمو الاقتصاد العالمي ، و استعداد السعودية لزيادة جديدة في إنتاجها من الخام في الأشهر المقبلة ليصل إلى مستوى قياسي جديد لتلبية الطلب العالمي.
ختاما يبدو ان قدر اسواق النفط ان تظل دائما عرضة للاهتزازات بعيدا عوامل الاستقرار ، فليس الاقتصاد وحده من يملك الكلمة فالسياسة لها كلمتها ايضا وهذا هو قدر النفط !

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية