أنقرة- أصدرت محكمة تركية الثلاثاء حكما بالسجن ست سنوات إضافية بتهمة تسريب معلومات تعتبرها الحكومة أسرارا على صحفية كبيرة تقضي عقوبة السجن مدى الحياة .
وعوقبت نازلي إليجاق بالسجن مدى الحياة مع خمسة صحفيين آخرين في فبراير الماضي بتهمة مساعدة مدبري محاولة الانقلاب التي وقعت في 2016، ونفى الصحفيون الستة وبينهم نازلي الاتهام.
وعاقبت المحكمة نازلي الثلاثاء بالسجن خمس سنوات وعشرة أشهر في قضية منفصلة اتهمت فيها “بنشر معلومات كان من الضروري أن تظل سرا من أجل أمن الدولة”.
وعوقبت نازلي وهي صحفية وكاتبة مقالات ومشرعة سابقة بالسجن 14 شهرا في العام الماضي بتهمة إهانة رئيس الدولة وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن أربع سنوات في تركيا.
واتخذت السلطات التركية قرارات إقالة أو اعتقال أو إجراء تحقيقات مع الآلاف من الجيش والشرطة والقضاة والمدرسين والموظفين وغيرهم منذ محاولة الانقلاب الفاشلة.
ونفذت حملات تطهير غير مسبوقة لم تقتصر على أنصار رجل الدين فتح الله غولن بل طالت المعارضين السياسيين لأردوغان وأوساط الإعلام، وأدت إلى اعتقال أكثر من خمسين ألف شخص فضلا عن إقالة أكثر من 140 ألف موظف.
وسبق أن تصادمت نازلي إليجاق مع نظام أردوغان سنة 2013، حين انتقدت وزراء متورطين في فضيحة فساد، وكان الثمن طردها من صحيفة “صباح” المؤيدة للحكومة.
وثمة عدد كبير من الصحفيين بين المعتقلين، ما يثير قلق الشركاء الغربيين لتركيا التي تحتل المرتبة 155 من أصل 180 في ترتيب حرية الصحافة الذي وضعته منظمة “مراسلون بلا حدود”.
ويتهم معارضون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستغلال محاولة الانقلاب كذريعة لقمع المعارضة بينما تقول الحكومة إن هذه الإجراءات ضرورية للتصدي لتهديدات الأمن القومي.
ورفض أردوغان في السابق، التحفظات والانتقادات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي بشأن حملات التطهير التي تشهدها تركيا منذ محاولة الانقلاب.
وتقول تركيا إن نطاق الحملة تبرره جسامة الأحداث التي وقعت في 15 تموز عندما قاد جنود مارقون دبابات وطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر وقصفوا البرلمان ومقار حكومية في محاولتهم لانتزاع السلطة.
وتؤشر الاعتقالات المستمرة في تركيا إلى المخاوف الدائمة لأردوغان من تنفيذ انقلاب جديد على حكمه الذي عززه بصلاحيات رئاسية مطلقة يطمح إلى تطبيقها عبر الانتخابات الرئاسية المبكرة.
العرب