أثار إعلان القيادي المعارض في فنزويلا خوان غوايدو نفسه رئيسا بالوكالة انقساما دوليا، فبينما سارعت الولايات المتحدة وعدة دول بأميركا اللاتينية للاعتراف به، أعلنت دول أخرى -على غرار روسيا وتركيا- دعمها للرئيس نيكولاس مادورو.
وأعلن غوايدو -وهو رئيس البرلمان الفنزويلي الخاضع لسيطرة المعارضة- أمس نفسه رئيسا بالوكالة للبلاد، وأدى القسم على ذلك خلال مظاهرة حاشدة للمعارضة في العاصمة كراكاس.
وفجر الإعلان موجة جديدة من العنف في فنزويلا، وتحدثت تقارير عن مقتل 13 شخصا في كراكاس، وفي الوقت نفسه خرجت مظاهرات حاشدة مؤيدة للمعارضة وأخرى داعمة لمادورو الذي خاطب مؤيديه من شرفة القصر الرئاسي.
وفي ما يأتي أبرز المواقف الدولي بشأن الأزمة الفنزويلية:
الولايات المتحدة وكندا
سارع الرئيس دونالد ترامب إلى الاعتراف بالمعارض الفنزويلي رئيسا مؤقتا، مؤكدا أن “كل الخيارات مطروحة” فيما لو ساء الوضع أكثر في هذا البلد.
وبعد إعلان الرئيس مادورو قطع العلاقات مع واشنطن وطرد دبلوماسييها من كراكاس، رد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن بلاده لا تعترف بقرار مادورو قطع العلاقات باعتبار أنه ليست لديه السلطة الشرعية، بحسب تعبيره.
وقد اتخذت كندا موقفا مماثلا للموقف الأميركي، وعبرت عن ذلك في بيان لمجموعة ليما التي تضم العديد من دول أميركا اللاتينية.
أميركا اللاتينية
أعلنت مجموعة ليما التي تضم البرازيل والأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس وبنما وباراغواي والبيرو، أنها لا تعترف بشرعية الولاية الرئاسية الجديدة لرئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، وطالبته بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، وأكدت أنها ستعترف بسلطة البرلمان لحين إجراء الانتخابات.
فرنسا
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إن أوروبا تدعم استعادة الديمقراطية في فنزويلا.
الاتحاد الأوروبي
عبر الاتحاد الأوروبي عن دعمه بشكل كامل للجمعية الوطنية (التي يرأسها خوان غوايدو) باعتبارها المؤسسة المنتخبة ديمقراطيا التي تحتاج إلى استعادة صلاحياتها واحترامها، وعبر عن استعداده لدعم استعادة الديمقراطية وحكم القانون في فنزويلا.
ودعا الاتحاد إلى الإنصات “لصوت” الشعب الفنزويلي، مطالبا بإجراء انتخابات حرة وذات صدقية.
روسيا
حذرت الخارجية الروسية اليوم الخميس من حمام دم وسيناريو كارثي إذا ما تدخلت الولايات المتحدة عسكريا في فنزويلا.
وانتقدت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الخميس مواقف الدول الغربية بشأن الأزمة في فنزويلا، معتبرة أن ذلك يدل على “موقفها من القانون الدولي”.
وكان رئيس لجنة العلاقات الدولية في الدوما قال إن ما يحدث في فنزويلا هو فرض آخر للقوة والهيمنة الأميركية للتخلص من الأنظمة غير المرغوب فيها، بحسب قوله.
تركيا
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا مع نظيره الفنزويلي وأعلن دعمه له. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في تغريدة على تويتر “اتصل رئيسنا وعبر عن مساندة تركيا للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وقال: أخي مادورو! انهض، نحن بجانبك”.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حذر في وقت سابق من أن محاولة إسقاط رئيس منتخب يمكن أن تقود إلى الفوضى في فنزويلا، معبرا عن أمله في حل سلمي للأزمة في هذا البلد.
إيران
أعلنت إيران دعمها للحكومة الفنزويلية ضد التدخلات غير الشرعية للولايات المتحدة الأميركية على حد قولها. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن إيران تدعم الحكومة والشعب الفنزويليين في مواجهة أي انقلاب يستهدف الحكومة الشرعية هناك.
كوبا والمكسيك وبوليفيا
رفضت الدول الثلاث إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي نفسه رئيسيا مؤقتا، وأكدت أنها لا تزال تعترف بمادورو رئيسا. وأكد رئيس كوبا ميغيل دياز كانيل تضامنه مع مادورو في مواجهة ما سماها “المحاولات الإمبريالية لتشويه صورته وزعزعة الثورة البوليفارية”، بينما وصف وزير خارجيته ما يجري بالمحاولة الانقلابية.
كما اتهم رئيس بوليفيا إيفو موراليس واشنطن بالتحريض على الانقلاب والاقتتال فيما بين الفنزويليين، في حين أكدت المكسيك -التي يحكمها الرئيس اليساري أندريس مانويل أوبرادور- أنها ما زالت تعترف بمادورو رئيسا.
الجزيرة