الملكة إليزابيث تدعو البريطانيين إلى تجاوز التوترات

الملكة إليزابيث تدعو البريطانيين إلى تجاوز التوترات

لندن- دعت الملكة إليزابيث الثانية البريطانيين إلى إيجاد “أرضية للحوار” في ما بينهم، في تدخل ينظر إليه على أنه إشارة مباشرة إلى الجدل حول بريكست الذي يمزق المملكة المتحدة حاليا.

وقالت الملكة اليزابيث الثانية مساء الخميس أنه “خلال بحثنا عن أجوبة جديدة في هذا الزمن الحديث، أفضل من جهتي اعتماد الوصفات المؤكدة، مثل التحاور باحترام واحترام وجهات النظر المختلفة، والتكتّل من أجل البحث عن أرضية للحوار وأن لا ننسى أبداً أنه علينا تجنب الاندفاع”.

وأضافت في كلمة أمام منظمة “مركز المرأة” البريطاني “بالنسبة لي، تلك المقاربات أبدية، وأوصي بها إلى الجميع”.

وحيّت قيم تلك المنظمة العاملة من أجل النساء، مثل “الصبر والصداقة والنهج المجتمعي القوي والأخذ بعين الاعتبار حاجات الآخرين”.

واعتبرت تصريحات الملكة إليزابيث في المملكة المتحدة إشارة إلى التوترات القائمة والمتعلقة بخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 مارس.

وفي خطابها بمناسبة عيد الميلاد، كانت الملكة قد دعت البريطانيين إلى أن يظهروا الاحترام لبعضهم البعض.

وقالت في ديسمبر “رغم أن خلافات عميقة تفصلنا عن بعض، فإن معاملة الآخرين باحترام، ككائن بشري، هي دائماً خطوة أولى جيّدة”.

وللملكة واجب في التحفظ عن آرائها السياسية، ولذلك تبقى على الحياد بشأن القضايا السياسية في البلاد. أما خطابها في عيد الميلاد، الذي لم تستهدفه الحكومة خلافاً لتدخلاتها الأخرى، هو واحد من المناسبات النادرة التي تعبّر فيها الملكة عن آرائها الشخصية.

وقد سيطرت قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على البريطانيين خلال العامين الماضيين، في الوقت الذي تصاعدت فيه نزعة العداء للأجانب والحمائية التجارية في أنحاء أوروبا وهو ما أدى إلى انقسام الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل القارة.

ولا يحظى أي حل بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدعم غالبية البريطانيين، معارضة اتفاق الخروج من التكتل الذي تفاوضت عليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي هي وحدها التي يمكن أن تجمعهم.
وتؤيد غالبية ضئيلة إعادة التفاوض على هذا الاتفاق، لكن لا توجد بين النتائج المحتملة ما يحظى بغالبية واضحة، وفقا لهذه الاستطلاعات.

لكن التوصل الى اتفاق مرن حول بريكست، يحتفظ بموجبه بعلاقات وثيقة بين المملكة المتحدة والمؤسسات الأوروبية، لا يشكل عاملا جاذبا لدى الطرفين.

وقال جون كورتيس أستاذ العلوم السياسة في جامعة ستراثلايد الاسكتلندية “ليس هناك خيار… يبدو أنه يحظى بشعبية على نطاق واسع وقادر على إنهاء الانقسامات المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

وفي حين تكتسب الحملة من أجل استفتاء ثانٍ زخما منذ أشهر، إلا أن هذا الخيار “ليس شعبيا كما نسمع أحيانًا”، وفقا لكورتيس.

وفي مواجهة الرأي العام المنقسم، “قد يضطر صناع السياسة إلى الإبقاء على الرسالة التي تنص على أن الحكم يعني الاختيار”، حسب قوله. ويكمن جزء من المشكلة في حقيقة أن خروج بريطانيا من الاتحاد أصبح الآن “مصدراً جديداً للهوية السياسية” يتجاوز الولاء الحزبي.

العرب