قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن المفاوضات الجارية مع حركة طالبان الأفغانية أحرزت تقدما كبيرا، مؤكدا أن الولايات المتحدة جادة بشأن التوصل إلى السلام في أفغانستان وسحب القوات الأميركية.
من جهته، اعتبر المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاده أن المفاوضات مع طالبان في الدوحة أكثر إنتاجية مما كانت عليه في الماضي، مؤكدا أن الأطراف أحرزت تقدما كبيرا في القضايا الحيوية.
وأضاف خليل زاده في تغريدة على تويتر أن الأطراف ستبني على هذا التقدم، وستستأنف المفاوضات في وقت قريب، مؤكدا أن أي اتفاق يجب أن يشمل محادثات بين الأطراف الأفغانية، ووقفا شاملا لإطلاق النار.
وكتب “لن يتم الاتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء”، وأضاف أن “كل شيء” قد يتضمن حوارًا بين الحكومة الأفغانية وطالبان.
وتقدم المبعوث الأميركي الذي توجه إلى أفغانستان بعد انتهاء المفاوضات للتشاور مع الحكومة الأفغانية، بالشكر لدولة قطر على مشاركتها التي وصفها بالبناءة وتسهيلها لجولة التفاوض.
ولم يكشف خليل زاده مزيدا من التفاصيل، إلا أن من بين المقترحات التي تم طرحها، سحب الولايات المتحدة لقواتها مقابل ضمانات من طالبان بعدم إيواء أي متطرفين أجانب.
من جانبها، قالت حركة طالبان إن مفاوضاتها مع الإدارة الأميركية التي تواصلت خلال ستة أيام في العاصمة القطرية الدوحة، انتهت أمس السبت.
وأوضح بيان صادر عن الحركة أنه حسب الأجندة فإن هذه الجولة من المفاوضات ناقشت انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وقضايا مصيرية أخرى.
وأضاف البيان أن الطرفين اتفقا على استئناف المفاوضات في اجتماعات مستقبلية مماثلة من أجل إيجاد حل مناسب لإنهاء الصراع في أفغانستان.
ونفت الحركة التقارير الصادرة عن بعض وسائل الإعلام بشأن الاتفاق على وقف إطلاق النار والتفاوض مع الحكومة الأفغانية. إلا أن قائداً بارزاً في طالبان أعرب عن تفاؤله بعد المفاوضات.
وصرح القائد الطالباني لوكالة الصحافة الفرنسية شرط عدم كشف هويته “لقد قبلت الولايات المتحدة العديد من مطالبنا، والطرفان متفقان بشكل كبير على نقاط أساسية، ولكن بعض النقاط لا تزال خاضعة للنقاش”.
وأضاف “نحن نتقدم إلى الأمام، وقد تحقق الكثير من التقدم حتى الآن.. كما يتم بذل الجهود للتوصل إلى أرضية مشتركة لحل القضايا الخلافية المتبقية، ومن بينها الحكومة الأفغانية”.
وفي الدوحة أيضا، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن نجاح المرحلة الأولى من مفاوضات السلام الأفغانية في الدوحة وفي أجواء إيجابية، عكس جديّة الجانبين المتمثلين في المبعوث الأميركي وأعضاء المكتب السياسي لحركة طالبان.
وأضاف في تغريدة على تويتر أن هذا النجاح حقق تقدما مهما في تاريخ تحقيق المصالحة الوطنية والسلام المستدام في أفغانستان.
واعتبر وزير الخارجية القطري أن البناء على هذا التقدم الإيجابي في مرحلته الأولى خطوة مهمة في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، ودعا كافة الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة إلى توحيد وتنسيق الجهود في هذا الصدد، ودعم الدوحة في مسعاها لإنجاح وتسهيل المفاوضات.
المصدر : الجزيرة + وكالات