طهران – تحاول إيران تسريع الخطوات مع دمشق لتأكيد ما تتمتع به من نفوذ في سوريا على الرغم من تصاعد الموقف الإقليمي والدولي ضد نفوذها في المنطقة عامة وسوريا خاصة.
وذكرت وكالة مهر الإيرانية، أن نائب رئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، يتوجه اليوم الاثنين إلى سوريا للتوقيع على “اتفاقيات استراتيجية” بين البلدين.
ويعتبر مراقبون أن توطيد العلاقة الإيرانية السورية من خلال اتفاقات رسمية يراد منه توجيه رسائل إلى الشركاء في عملية أستانة أولا قبل الخصوم، عن حضور إيران في مستقبل سوريا.
ورأى هؤلاء أن طهران تودّ التأكيد لموسكو أنها رقم صعب في أي تسوية يتم تداولها مع واشنطن وأنقرة والدول العربية بشأن سوريا.
وأوضحت الوكالة أن جهانغيري سيجري خلال زيارته التي من المتوقع أن تستغرق يومين، محادثات مع الرئيس السوري، بشار الأسد، ورئيس الوزراء، عماد خميس، وعدد من المسؤولين السوريين الآخرين، لمناقشة القضايا الثنائية بين الجانبين.
وكانت إسرائيل قد شنّت الأسبوع الماضي هجمات جوية وصاروخية ضد أهداف إيرانية في سوريا اعتبرت الأوسع منذ عام 2013.
ووجهت طهران انتقادات مباشرة إلى روسيا متهمة إياها عمدا بعدم تشغيل نظام أس-300 الذي قدمته موسكو والمفترض أن يحمي الأجواء السورية من أي اعتداءات.
وقال حشمت الله فلاحت بیشه رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في البرلمان الإيراني، إن “أنظمة الدفاع الجوي الروسیة أس-300 المنتشرة في سوریا یتم تعطیلها خلال الهجوم الصهیوني على هذا البلد”.
وكانت روسيا قد أكدت للسعودية حرصها على كبح جماح النفوذ الإيراني من سوريا، أثناء زيارة قام بها رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين إلى الرياض الأسبوع الماضي، التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وتعمل موسكو على إقناع السعودية والبلدان العربية بإعادة الاعتراف بنظام الأسد والعمل على الاستثمار في إعادة إعمار المدن السورية التي دمرتها الحرب.
وسبق أن أكدت الحكومة السورية على لسان وزيرها للاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر الخليل، الذي قام نهاية العام الماضي بزيارة إلى طهران، أن الشركات الإيرانية ستتمتع بالأولوية في إعادة إعمار سوريا خلال المرحلة ما بعد انتهاء الأزمة.
وتخشى طهران من أن تكون العواصم المعنية بالشأن السوري تعمل على نسج تفاهمات في ما بينها قد لا تكون روسيا والصين بعيدتان عنها من أجل الخروج بتسوية تجمع على إخراج النفوذ الإيراني من سوريا.
ويرى بعض المراقبين بأن زيارة جهانغيري، والتي تعتبر الأعلى مستوى لمسؤول إيراني، إلى هذا البلد، تمثل جانبا من الصراع المكتوم بين طهران وموسكو.
العرب