يعد الاردن من اول دول العالم، التي استقبلت مسيحيي العراق المهجرين، ساعية بكل جهد الى تأمين افضل عيش لهم في المملكة, والعمل على التخفيف من معاناتهم، التي تدور بين الحيرة بسبب فقد البيت والوطن، وبين القلق من المستقبل وما يحمله لهم ولأبنائهم.
وهو ما دفع العديد من الدول التي لها سفارات في عمان، الى مباركتها لهذه الخطوة الانسانية، موفدة سفراءها للثناء على الاردن وسياساته التسامحية والوسطية، وتقديم المؤازرة والدعم للمهجرين المسيحيين، حيث زارهم مؤخرا السفير الهولندي فان دل ايجسيل في كنيسة اللاتين ببلدة ناعور, واطلع على اوضاعهم في الاردن، اذ استقبله المدير العام للمركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الأب بدر الذي اكد ان المسيحيين فروا الى الاردن، ليجدوا فيه الموطن الامن وحرية ممارسة شعائر ديانتهم, مشيرا الى كلام العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في الامم المتحدة مؤخرا بان المسيحيين العرب هم جزء من النسيج الاجتماعي للوطن العربي ماضيا و حاضرا و مستقبلا .
وعبر السفير ايجسل عن شكره للمملكة بعد تجواله في الكنيسة، مطلعاً على اماكن مبيتهم, واستمع الى معاناة بعضهم وقصصهم المريرة، وما ارتكبه” تنظيم الدولة الاسلامية” بحقهم.
واشاد سعادته بالحفاوة الاردنية وجمعية الكاريتاس، التي تمكنت من استقطاب الف مسيحي عراقي، وسهلت لهم عملية السفر ووزعتهم على عدة كنائس, وقدمت لهم افضل عناية؛ لتخفيف معاناتهم .
وبالرغم من الزيارات التي قام بها العديد من السفراء، والمسؤولين، واصحاب المراكز الدينية الى هؤلاء المهجرين، تبقى في قلوبهم غصة وحسرة، لما تركوه وراءهم من ذكريات قاسية، لا تكاد تنسى، منتظرين قرار بقبول لجوئهم الى دول اجنبية؛ لإعادة رسم وبناء حياتهم من جديد……
وكان مركز الروابط قد سبق له ان جال بينهم في احدى الكنائس بعمان، حيث اطلع على اوضاعهم، شارحين معاناتهم التي اجبرتهم على الفرار من جرائم “داعش” الوحشية، ومنعتهم من ممارسة ابسط حقوقهم المدنية، وفرضت عليهم ثلاث حالات اجبارية: الرحيل, او دفع الجزية او اعلان الاسلام.
اماني العبوشي