أعلن التلفزيون الرسمي في إيران السبت أن طهران تجري تجربة وصفتها بـ”الناجحة” على صاروخ عابر جديد يتجاوز مداه 1300 كلم في سياق استعراض الإنجازات مع الاحتفال بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية التي اندلعت في العام 1979.
ولا يعد الإعلان عن صاروخ كروز الجديد إلا محاولة أخرى من محاولات إيران المتواترة لإظهار نفسها في صورة البلد الذي يملك أسلحة متطورة وأنظمة دفاعية قوية، حيث يؤكد الخبراء الغربيون أن إيران كثيرا ما تبالغ في قدرات أسلحتها رغم وجود مخاوف بشأن صواريخها الباليستية طويلة المدى.
وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي أثناء مراسم الإعلان عن الصاروخ، “بمدى يتجاوز 1300 كيلومتر… لا يحتاج هذا الصاروخ ‘الكروز” إلا لوقت قصير جدا للاستعداد، ويمكنه الطيران على ارتفاع منخفض”.
وأضاف أن الصاروخ الجديد “هويزة” أرض/أرض ينتمي إلى فئة سومار التي كُشف النقاب عنها في عام 2015.
من جانبه، قال أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري، خلال المراسم، إن إيران تغلّبت على المشكلات الأولية في إنتاج محركات نفاثة لصواريخ كروز ويمكنها الآن أن تصنع مجموعة شاملة من الأسلحة.
ويعزز هذا النوع من التصريحات بشأن وجود مشكلات في صناعة صواريخ كروز شكوك الخبراء العسكريين حول القدرات الحقيقية للأسلحة التي تنتجها إيران وتمثل حججا واقعية لمواقفهم التي تعتبر أن طهران تبالغ في تقدير ما تصنعه.
وقالت إيران في يناير الماضي إن محاولتها إطلاق قمر صناعي فشلت. وكانت قد تجاهلت من قبل تحذيرات أميركية بتجنب مثل هذه الأنشطة.
الخبراء الغربيون يؤكدون أن إيران كثيرا ما تبالغ في الحديث عن قدرات أسلحتها رغم وجود مخاوف بشأن صواريخها الباليستية طويلة المدى
وفشلت إيران في وضع قمر صناعي في المدار بعد إطلاقه وفق ما نقل التلفزيون الرسمي عن وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي.
وقال جهرمي إن “الصاروخ (سفير) الناقل للقمر الصناعي (بيام) قطع بنجاح المرحلتين الأولى والثانية لكنه لم يتمكن من الوصول إلى المرحلة الثالثة، وبالتالي فإن (بيام) لم يستقر في المدار”.
وأوضح الوزير أن القمر الصناعي “بيام” (الرسالة) والصاروخ الناقل له اجتازا بنجاح المرحلتين الأوليين لكن القمر الصناعي لم يتمكن من بلوغ “السرعة الضرورية” حين انفصل عن الصاروخ في المرحلة الثالثة.
وكان من المفترض وضع القمر الصناعي في مدار حول الأرض على علو 600 كلم، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.
وقبل ذلك، أعلن وزير الاتصالات أنه تم اختبار “بيام” وقمر صناعي آخر هو “دوستي” (صداقة) بنجاح وأن “أنباء جيدة” ستصدر قريبا. وأوضح الوزير، لوكالة “تسنيم”، أن القمر الصناعي “دوستي” الذي سيوضع على مدار علوه 250 كلم سيكون مكلفا بالمهمة ذاتها مثل “بيام”، مع التركيز على الزراعة.
وأدانت دول غربية محاولات طهران لإطلاق الصواريخ من بينها فرنسا، وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة التجارب الإيرانية غطاء لاختبار المرحلة الأولى لصاروخ بالستي عابر للقارات.
وكانت واشنطن قد حذّرت الشهر الماضي من تنفيذ ثلاث محاولات إيرانية مزمعة لإطلاق صواريخ قالت إنها ستنتهك قرار مجلس الأمن لأنها تستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
ويدعو القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي طهران للامتناع لمدة تصل إلى ثمانية أعوام عن تطوير صواريخ باليستية مصممة لنقل أسلحة نووية.
وتقول إيران إن اختباراتها الصاروخية لا تنتهك القرار وتنفي أن تكون صواريخها قادرة على حمل رؤوس حربية نووية. وتقول إن صواريخها دفاعية بغرض الردع ورفضت إجراء محادثات بشأن برنامجها الصاروخي.
وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق في العام الماضي وأعاد فرض عقوبات على إيران كانت قد رفعت مقابل تقييد برنامجها النووي.
وتقول واشنطن إنه على الرغم من التزام طهران ببنود الاتفاق فإنه يتيح لها الكثير ولم يفلح في كبح جماح برنامجها للصواريخ الباليستية كما لم ينجح في منع ما تصفه الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون المنطقة.
وتعمّق الاتهامات المتزايدة لإيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول إلى جانب الطموحات المريبة لطهران بالتوسع ومحاولاتها فرض أجندتها التخريبية في الشرق الأوسط المخاوف بشأن برنامجها النووي.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران قد تشمل تجميد أرصدة وحظر سفر على الحرس الثوري الإيراني وشركات وجماعات إيرانية مشاركة في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي قد قال، في وقت سابق، إن بلاده مستعدة لفرض عقوبات جديدة على إيران ما لم يتحقق تقدم في محادثات بشأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
العرب