ابوظبي- تستعد دولة الامارات العربية المتحدة لاستقبال البابا فرنسيس بحفاوة عندما يصل إلى أبوظبي مساء الاحد، في مستهل زيارة تاريخية لترؤس قدّاس ضخم، هي الاولى لحبر أعظم إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الاسلام.
ومن المتوقع أن تحط طائرة البابا في مطار العاصمة الاماراتية، وأن يكون في استقباله كبار المسؤولين الاماراتيين.
ويأتي في بؤرة الزيارة لقاء ديني مشترك الاثنين المقبل، حيث يشارك مئات من ممثلي الأديان المختلفة فيه. ويطالب فرنسيس منذ بداية عمله كبابا بالحوار بين المسلمين والكاثوليك.
وترسّخ الزيارة، وهي الأولى من نوعها التي يقوم بها بابا للفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية، دور الإمارات كقوّة للتوسّط والاعتدال وترسيخ قيم التسامح والتعايش، في فترة حرجة من تاريخ البشرية، تتميز بصعود لافت لقوى التشدّد والإرهاب والشعبوية.
ويعيش قرابة مليون كاثوليكي، جميعهم من الاجانب، في الإمارات حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية، العدد الأكبر مقارنة مع الدول الأخرى (أربع في كل من الكويت وسلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وواحدة في قطر).
وتتبع الامارات إسلاما محافظا، لكنّها تفرض رقابة على الخطب في المساجد وعلى النشاطات الدينية فيها، وتعتبر أحد أبرز مناهضي الاسلام السياسي في العالم العربي.
وتتوقّع السلطات الإماراتية مشاركة أكثر من 130 ألف شخص في قداس الثلاثاء في ملعب لكرة القدم، الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية، وسيكون بحسب وسائل إعلام محلية الأكبر في تاريخ الإمارات.
وتشهد الامارات منذ صباح الاحد تساقط أمطار على العديد من مناطقها وبينها أبوظبي، إلا أنه من المتوقع أن تتوقف الامطار قبل صباح الثلاثاء.
أسبوع عظيم
غراف
ومنذ الساعات الاولى لصباح الاحد، اصطف مئات تحت المطر أمام كاتدرائية القديس يوسف في العاصمة الاماراتية، التي سيزورها أيضا البابا صباح الثلاثاء، أملا في الحصول على آخر التذاكر لحضور القداس.
ووقفت الاميركية الحامل كولينز كوشيه راين المقيمة في الامارات بانتظار تذكرتها. وقالت “ان مجيء البابا يفتح المجال أمام محادثات حول التسامح يجب أن يسمعها كل العالم”.
وأكد من جهته الايرلندي شين غالاغير ان الحماسة تغمره لحضور القداس. وقال “انا في غاية الحماسة. لقد جاء (البابا) إلى إيرلندا بالقرب من مقر اقامتي في أغسطس الماضي، لكنني لم أتمكن من رؤيته لانني كنت مضطرا للمجيء إلى هنا”.
وتابع “إن مجيئه إلى هنا، حيث أعمل وأقيم، أمر رائع، خصوصا وانه بلد مسلم. سيكون اسبوعا عظيما”.
أما دوريس دسوزا وزوجها، فقدا وصلا من مدينة غوا في الهند لحضور القداس. وكانت دسوزا أقامت وعملت في الامارات مدة 37 عاما قبل أن تعود إلى بلدها. وقالت “نحن متشوقان للغاية”.
وفي الشوارع الرئيسية في أبوظبي وتلك المؤدية إلى مجمع الكاتدرائية، علّقت أعلام الفاتيكان والإمارات بالإضافة الى أعلام اللقاء الديني الذي سيحضره البابا الاثنين، تحت مسمى “لقاء الاخوة والانسانية”.
أهلا وسهلا
وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر “هي زيارة تحمل قيمة إنسانية عظيمة تضيف بها دولتنا صفحة جديدة في تاريخ التآخي والتسامح”، مضيفا ان الزيارة “تؤكد للعالم نهج دولتنا في التسامح والتعايش السلمي”.
ووجّه المسؤول الاماراتي انتقادا إلى قطر لسماحها باقامة الشيخ يوسف القرضاوي، المقرّب من جماعة الاخوان المسلمين، على أراضيها، إنما من دون أن يسميه أو يسمي الدولة الجارة، معتبرا ان بلاده تستضيف “المحبة”، بينما قطر تستضيف “الارهاب”.
وكتب “شتّان بين من يستضيف مفتي العنف والإرهاب ومن يصدر فتاوي تبرر استهداف المدنيين، ومن يستضيف بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في حوار المحبة والتواصل”.
وذهب البابا من جهته إلى اعتبار زيارته للإمارات بمثابة “صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان والتأكيد على الأخوة الإنسانية”.
ووصف في رسالة بمناسبة الزيارة دولة الإمارات بأنّها “نموذج للتعايش وللأخوة الإنسانية وللقاء بين مختلف الحضارات والثقافات، حيث يجد فيها الكثيرون مكانا آمنا للعمل وللعيش بحرية تحترم الاختلاف”.
العرب