تموضع إيراني في “تي فور” يطمئن إسرائيل

تموضع إيراني في “تي فور” يطمئن إسرائيل

دمشق – تشكل خطوة إيران نقل مركز تزويد الأسلحة لسوريا من مطار دمشق الدولي إلى قاعدة “تي فور” العسكرية والتي تعرف أيضا بقاعدة “التياس” القريبة من الحدود العراقية، محاولة لطمأنة إسرائيل بشأن عدم وجود نية لديها لخلق جبهة ثانية متقدمة ضدها.

وتتعارض هذه الخطوة مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين يرددون في كل مرة أن بلادهم مستعدة وقادرة على استهداف إسرائيل وإزالتها من الوجود. وتعكس الخطوة جانبا من البراغماتية فإيران التي تريد ضمان ممر يربطها بالبحر المتوسط تدرك أن ذلك لن يحصل دون تقديم ضمانات بأنها ليست في وارد استهداف أمن إسرائيل.

وكانت أول تلك الخطوات حين انسحبت قواتها والميليشيات الموالية لها من الجنوب، وأثمرت تلك الخطوة استعادة الجيش السوري لسيطرته على كامل المنطقة في العام 2018.

ويقول مراقبون إن نقل إيران لمركز عمليات توزيع أسلحتها من مطار دمشق الدولي الذي تعرض في الفترة الأخيرة لأكثر من هجوم إسرائيلي كان الهدف الظاهر منه تجنب الهجمات الإسرائيلية، لكن الغرض الأساس كان محاولة التخفيف من هواجس تل أبيب، وأن الجانب الروسي لعب دورا في ذلك.

وتحاول روسيا إرضاء إسرائيل وسبق وأن أعلنت في أكثر من مناسبة أنها تضع الأمن الإسرائيلي ضمن أولوياتها وفي الآن ذاته لا تريد أن تتجه الأمور بينها وبين إيران إلى توتر أو صدام.

وذكرت وسائل إعلام روسية وإسرائيلية مؤخرا أن إيران تتجه لنقل مركز تزويد الأسلحة لسوريا، إلى قاعدة بعيدة عن العاصمة دمشق.

ونقلت وكالة نوفستي الروسية عن مصادر عسكرية قولها إن طهران ستنقل مركز إمداداتها إلى مطار “تي فور” الواقع في ريف حمص الشرقي.

وكان لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية السبق في الكشف عن الخطوة الإيرانية حيث قالت “إن الحرس الثوري الإيراني سوف ينقل على ما يبدو المركز إلى القاعدة الجوية ‘تي فور’ الواقعة بين حمص وتدمر”.

وربطت الصحيفة ما بين القرار و”موجة من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المطار الدمشقي”. وقالت “تسببت تلك الموجة بتوترات بين إيران من جهة ودمشق وموسكو من جهة أخرى لأنها قوضت محاولة سوريا وروسيا خلق الانطباع بأن النظام أعاد الاستقرار إلى البلاد”.

وتقع قاعدة “تي فور” بمحافظة حمص على بعد 60 كيلومترا شرق مدينة تدمر الأثرية. وتوجد في منطقة إستراتيجية حيث أبرز حقول الغاز في سوريا.

وسبق وأن استخدم الاتحاد السوفييتي القاعدة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وبعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011، استخدم النظام وحليفته إيران هذه القاعدة لشن هجمات على مواقع المعارضة المسلحة في مناطق مختلفة من سوريا.

وكاد تنظيم داعش أن ينجح في السيطرة على القاعدة في 2016، حيث حاصرها التنظيم من ثلاث جهات قبل أن يتم فك الحصار في عام 2017 بفضل التدخل الجوي الروسي.

وتعرضت القاعدة إلى هجومين إسرائيليين؛ الأول في 10 فبراير 2018 ما أدى إلى تدمير برج المراقبة الرئيسي، والثاني في 9 أبريل الماضي وأدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المقاتلين الإيرانيين.

العرب