يحظى جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق، بشعبية بين الديمقراطيين ولكنه تصريحاته ومواقفه من حرب العراق قد تهدد فرصته في الفوز في السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض.
وقد اظهر استطلاع للرأي أجري هذا الأسبوع أن أكثر من 60 في المئة يريدونه في السباق، ولكن كلماته عن العراق منذ نحو عقدين من الزمن ستسبب مشكلة في تيار اقصى اليسار في الحزب الديمقراطي.
وكان بايدن أيد القرار الذي منح الرئيس الاسبق، جورج دبليو بوش، السلطة لغزو العراق، كما اشاد بالرئيس في قاعة مجلس الشيوخ بسبب تعامله مع قضية الحرب.
وقال بايدن في كلمة القاها في عام 2002 خلال نقاش حول التشريع إن بوش لم يندفع بقوة إلى الحرب في العراق بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول (مركز التجارة الدولي)، ولم يقم بتفتيت الأمم المتحدة أو حلفاء الولايات المتحدة، وزعم بايدن ، ايضاً، أن بوش لم يتجاهل الكونغرس.
وأعرب بايدن بعد ذلك عن أسفه في التصويت رغم أنه ألقى باللوم على بوش في معالجته للحرب، وقال بايدن في برنامج” واجه الصحافة” على شبكة ان بي سي ” كان من الخطأ الافتراض أن الرئيس سيستخدم السلطة التي قدمناها له بشكل صحيح.. اعطينا الرئيس سلطة توحيد العالم لعزل صدام، ولكننا ذهبنا في وقت مبكر، وبدون قوة كافية، وذهبنا بدون خطة”.
ولم يعد العراق قضية كبيرة في السياسة الأمريكية، على عكس ما حدث عام 2008 عندما رفض الرئيس السابق باراك اوباما الحرب في موقف مغاير لهيلاري كلينتون، مما ساعده على الفوز.
وسيجعل دفاع بايدن عن حرب العراق من السهل على المنافسين أن يجادلوا بأنه لا يقوم بالقرارات الصحيحة بشأن السياسة على الرغم من خبرته.
وقال المحلل جيم مانلي إن القضية الكبرى التي سيضطر بايدن للتعامل معها إذا قرر الدخول في الانتخابات هي حرب العراق مشيراً إلى أن المخاوف بشأن التشابكات الخارجية قد زادت داخل الحزب الديمقراطي على الرغم من مرور فترة طويلة على الحرب,.
ومن المرجح أن يكون بايدن، المرشح الديمقراطي الوحيد، الذي سيضطر إلى المشاركة في الجدل حول العراق إذا ما خاض الانتخابات، ونتيجة لذلك، ستكون القضية مشكلة سياسية قد تكون فريدة بالنسبة إلى بايدن في عام 2020.
واكد مانلي أن لا أحد سيواجه مشكلة بسبب غزو العراق باستثناء بايدن، وقال:” على الرغم من اعتذاره ، سيكون لديه الكثير من التوضيحات ليقوم بها.
ورفض بايدن التعليق على هذه الاستنتاجات على الرغم من أن تصويته بشأن العراق هو القرار السياسي الوحيد الذي يحتاج بايدن لتوضيحه.
القدس العربي