تتوقع قوات سوريا الديمقراطية انتهاء عمليات إجلاء المدنيين من آخر معقل لداعش شرقي الفرات، الخميس، وفق ما ذكر مسؤول في القوات المدعومة من الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول مصطفى بالي، قوله: “نتوقع استكمال إجلاء المدنيين من آخر معقل لداعش في شرق سوريا اليوم”.
وأضاف “ستستأنف قوات سوريا الديمقراطية هجماتها ضد من تبقي من مسلحي داعش بعد انتهاء عملية إجلاء المدنيين”.
وباتت هزيمة تنظيم داعش في آخر جيب يسيطر عليه في شرق سوريا وشيكة على ما يبدو مع مغادرة قافلة مدنيين المنطقة المحاصرة، بينما قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إن المتشددين الباقين يريدون القتال حتى الموت.
وغادر أكثر من 2000 مدني قرية الباغوز في قافلة شاحنات. وشوهدت طائرات التحالف تحلق في الأجواء بينما سمع دوي المعارك بشكل متقطع في المنطقة التي تحاصرها قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل.
وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “حتى الآن الإرهابيون المتحصنون بالداخل ما زالوا يراهنون على الحسم العسكري”. وأضاف “قواتنا صرحت منذ البداية أنهم أمام أحد خيارين. إما الاستسلام دون قيد أو شرط أو أن تمضي المعركة إلى نهايتها”.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن “أشد مقاتلي تنظيم داعش لا يزالون في الباغوز”.
والقرية الواقعة على الحدود العراقية هي آخر أرض يسيطر عليها التنظيم في منطقة وادي الفرات.
وستُدخل السيطرة على المنطقة الحرب السورية المستمرة منذ ثماني سنوات مرحلة جديدة، بعدما تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية، فيما سيترك فراغا أمنيا ستسعى قوى أخرى لشغله.
وقال بالي إن قوات سوريا الديمقراطية ليست متأكدة مما إذا كان بعض مقاتلي التنظيم قد غادروا الباغوز مع المدنيين، لكن قوات الأمن تفحص هوية كل من يغادرون.
تعمل قوات سوريا الديمقراطية على إجلاء بعض المدنيين الباقين في الباغوز، وصرح بالي”لا نستطيع اقتحام الباغوز دون التأكد من إجلاء كامل المدنيين”.
وذكر شاهد عيان أن مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية انتظروا برفقة قوات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم عند موقع على مشارف الباغوز لاستجواب من يتم إجلاؤهم وتسجيل أسمائهم.
ولا يعتقد كثيرون بأن السيطرة على القرية ستنهي خطر التنظيم، إذ لا يزال بعض المقاتلين يتحصنون في صحراء وسط سوريا كما نجح التنظيم في شن هجمات على غرار حرب العصابات في المناطق التي انتهت سيطرته عليها.
غير أنها ستركز الاهتمام على تعهدات بسحب نحو 2000 جندي أميركي انتشروا في سوريا خلال قتال التنظيم، وكذلك على مصير المنطقة التي يديرها الأكراد والتي ساعد الوجود الأميركي في تأمينها.
وهددت تركيا مرارا بالتوغل في المنطقة لأنها تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية، منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في تركيا منذ نحو ثلاثة عقود.
وفي مواجهة هذا الاحتمال، دعت وحدات حماية الشعب الحكومة السورية في ديسمبر إلى السيطرة على الجزء الواقع في أقصى غرب منطقتها قرب مدينة منبج، كما تسعى الوحدات إلى مفاوضات أوسع مع الحكومة بشأن المنطقة التي تسيطر عليها الجماعة.
ودعت قوات سوريا الديمقراطية يوم الاثنين إلى بقاء ما بين 1000 و1500 من القوات الدولية في سوريا لضمان الهزيمة التامة لتنظيم داعش وقال الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية إنه لا يزال ينفذ أمر الانسحاب.
ومن بين المدنيين الذين غادروا الباغوز في الأيام القليلة الماضية أسر مقاتلي داعش وبينهم بعض الأجانب الذين سافروا إلى العراق وسوريا للانضمام إلى التنظيم.
وشكت قوات سوريا الديمقراطية من إحجام الدول الغربية عن استعادة هؤلاء الأشخاص الذين ينظر إليهم في بلادهم على أنهم خطر أمني لكن قد يكون من الصعب محاكمتهم.
وجردت بريطانيا الأربعاء شابة تدعى شاميما بيجوم (19 عاما) من الجنسية بعدما سافرت في 2015 للانضمام إلى التنظيم.
وقال مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية ومسؤولون أميركيون إن وجود المدنيين في الباغوز، التي تعرضت لضربات جوية مجددا ليل الثلاثاء، يبطئ وتيرة تقدم القوات.
وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام جزءا من الجيب المتبقي لداعش، حيث تجمع مقاتلون ومدنيون بين خيام وعربات متناثرة على أطراف القرية.