فجرت صحيفة “حرييت” التركية، اليوم الخميس، قنبلة، بالكشف عن نية تأسيس حزب جديد في البلاد بعد الانتخابات المحلية المقبلة في 31 آذار/مارس المقبل، بمبادرة من الرئيس التركي السابق عبد الله غول، ويضمّ رفاق درب الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، من الوزراء السابقين، وأعضاء من حزب “العدالة والتنمية”، على أن يرأسه نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان.
وبحسب الصحيفة، فإن المعلومات المتوفرة تؤكد أن غول أقنع باباجان بتولي رئاسة الحزب، وتم اختياره لأنه يحمل طاقة شابة، ولم يتعرض لأي استنزاف أو زعزعة لموقعه، في ظلّ الظروف السياسية التي تعرضت لها البلاد في السنوات السابقة، كما أن الحزب الجديد الذي يعتزم غول تأسيسه، سيدعم النظام البرلماني السابق، أي أنه سيكون في موقع معارض لأردوغان، الذي حول نظام الحكم في البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.
ولفتت المعلومات المتوفرة إلى أن لجنة شكلت من وزراء سابقين تعمل على كتابة برنامج الحزب الجديد، ويتوقع أن يتم البدء بعملية التأسيس والإعلان عنه بعد الأول من نيسان/إبريل المقبل، وسيتم الاعتماد على تشكيل الحزب وفق نسبة الأصوات التي سيحصل عليها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في انتخابات الإدارة المحلية المقبلة، وسيكون هدف عبد الله غول هو الإعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2023.
في السياق، فإن مؤسسي الحزب الجديد يعتزمون دعوة رئيس الوزراء السابق، أحمد داود أوغلو، وهو من الأسماء المهمة التي كانت مقربة من أردوغان، حيث يعمل داود أوغلو حالياً على المشاركة في المؤتمرات وتأليف الكتب. ورغم أن داود أوغلو لا يرى أي داع حالياً لإنشاء حزب جديد، إلا أن الصحيفة أكدت أن كل المؤشرات تدل على أن الحزب الجديد سيتم تأسيسه قريباً، وأن قرار التأسيس قادم لا محالة.
وذكّرت الصحيفة بالمواقف المتباينة بين أردوغان وغول، وبأن الأخير لم يبد منذ بدء محاولات إزاحة أردوغان عن الحكم، مواقف مساندة، بل حاول النأي بنفسه، وحتى إزاحة أردوغان من أمامه، وسط إبداء تعاطفه مع “جماعة الخدمة” في تلك الفترة، لكنه فشل.
وفي إطار الانتخابات المحلية المقبلة، تتواصل المفارقات في عمليات التحالف والترشيحات الجارية بين الأحزاب السياسية، ومن آخر المفارقات دعم حزب “السعادة” الذي أسسه القيادي الراحل نجم الدين أربكان، لمرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في ولاية إزمير، تونج سويار، وهو ابن نجم الدين سويار، المدعي العام الذي كان مع الانقلابيين، وحاكم أربكان وزعيم الحزب حالياً تمل قرة موللا أوغلو.
ويأتي هذا الدعم من قبل حزب “السعادة” في إطار “تحالف الشعب” الذي يضم أحزاب المعارضة. وحزب “السعادة” إسلامي محافظ، وتعرض مؤسسه أربكان لمضايقات من انقلابات الجيش، والمدافعين عن العلمانية، حيث سجن ومنع وأغلقت أحزابه مرات عدة. وتعود قصة والد مرشح ولاية إزمير الحالي إلى عام 1980، مع انقلاب 12 أيلول/سبتمبر العسكري، وكان حينها أربكان مؤسس حزب السلامة الوطنية، وجرى إعداد مذكرة بحقه مع 33 من قيادي الحزب، من بينهم قرة موللا أوغلو.
وشملت المذكرة قرار حبس أربكان ورفاقه ما بين عامين إلى خمس سنوات، ليتم قرار حبسهم أربع سنوات، وبعدها نقض القرار عبر المحكمة العسكرية، حيث كانت التهم تتعلق بالمساعي لأسلمة الدولة وإعلان الشريعة الإسلامية، ما اعتبر مفارقة طريفة بتأييد الحزب الإسلامي، ابن المدعي العام المدافع عن العلمانية، والذي ساهم في محاكمة قيادات الحزب.
العربي الجديد