يشهد ريف حلب تغيرا كبيرا كما يقول السكان منذ انتزاع المعارضة المدعومة من تركيا المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية قبل ثلاثة أعوام، حيث نشطت حركة السكان في الشوارع وتوسع العمران وتحسن الوضع الأمني.
وقبل ذلك، كانت شعارات تنظيم الدولة تملأ جدران قرى ومدن ريف حلب، وكان السكان لا يجرؤون على الخروج من منازلهم بعد حلول الظلام خوفا من مقاتلي التنظيم، كما كان الباعة يخشون الجلوس أمام محالهم التجارية، في حين يستمتعون اليوم بالحديث عن حال البلد، وينتقدون المجالس المحلية وإدارتها دون خشية الملاحقة.
وشهد ريف حلب بعد إخراج تنظيم الدولة حركة كبيرة في العمران، حيث بدأ الناس بإعادة ترميم منازلهم من الدمار الذي لحق بها جراء القصف او المعارك، كما بنى مستثمرون من أبناء المنطقة مجمعات سكنية كبيرة، وساهموا بعودة مئات العائلات لمنازلهم من تركيا.
ويقول محمد أبو عبدو -وهو تاجر بناء- للجزيرة نت إن حركة البناء كانت متوقفة بشكل كامل عندما كان تنظيم الدولة مسيطرا، وكان كثير من السكان يفضلون العيش في مخيمات النزوح على ترميم منازلهم المدمرة خوفا من تعرضها للقصف مجددا.
أما اليوم فأعيد في مدينة إعزاز وحدها بناء أكثر من ثلاثين وحدة سكنية تكفي مئات العائلات، حيث باتت مهنة البناء من أكثر المهن رواجا، وساهمت بتوفير مئات فرص العمل.
الوضع الأمني
إبان سيطرة تنظيم الدولة كانت حوادث القتل والخطف وسرقة السيارات منتشرة بشكل كبير، وتسببت بنزوح آلاف العوائل، خصوصا الميسورين، ما أدى لشلل الحركة الاقتصادية في المنطقة.
وبعد سيطرة المعارضة بدأت بإنشاء أجهزة أمنية مهمتها حماية السكان، مثل جهاز للشرطة المدنية وفروع لمكافحة الجريمة ومحاكم مدنية وفروع لمكافحة المخدرات، وأجهزة لإلقاء القبض على العملاء، سواء لقوات النظام أو للوحدات الكردية.
وتقول الشرطة إنها قبضت مؤخرا على عشرات التابعين للوحدات الكردية الذين نفذوا تفجيرات في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما أطلقت عملية لإلقاء القبض على تجار المخدرات، وقسمت الشرطة مدن وقرى ريف حلب إلى قطاعات، وزودتها بكاميرات مراقبة لضبط الواقع الأمني.
مؤسسات خدمية
وأنشأت المعارضة مؤسسات خدمية لتنظيم الحياة المدنية، أبرزها إنشاء مجالس محلية في كل مدينة وقرية، تتبع لها إدارات للتعليم والطبابة والزراعة والخدمات وغيرها، حيث عملت المجالس على ترميم عشرات الشوارع وإنشاء وترميم مشاف مجانية.
كما تم إطلاق مشاريع لمساعدة السكان المحتاجين في ترميم منازلهم، وأنشئت جامعات ورممت عشرات المدارس التي ساهمت بعودة آلاف الأطفال من مخيمات النزوح إلى مقاعدهم الدراسية.
ويقول رئيس المجلس المحلي لمدينة بزاعة رضوان الشيخ للجزيرة نت إنهم عمدوا إلى إصلاح الشوارع المحفرة التي تعرضت للقصف، خصوصا التي تربط المدينة بالقرى والمدن الأخرى، كما أطلقوا أكثر من مشروع زراعي لمساعدة المزارعين على العودة واستثمار أراضيهم.
وقد عادت الزراعة إلى وضعها الطبيعي، خصوصا زراعة البطاطا التي يشتهر بها ريف حلب، كما استثمر السكان أغلبية الأراضي الصالحة للزراعة بعدما كانت الأراضي بورا في ظل سيطرة تنظيم الدولة.
الجزيرة