واشنطن- أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة النجباء العراقية، وقائدها أكرم عباس الكعبي، على لائحتها للمنظمات الإرهابية العالمية. جاء ذلك في بيان نشرته الوزارة في موقعها الإلكتروني .وقال البيان إن هذه الخطوة تستهدف حرمان الحركة والكعبي من الموارد لتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية.
وأشار أنها تحصل على تمويل من الحكومة العراقية أيضًا، رغم عدم خضوعها لبغداد وولائها للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وأضاف أنه بناء على ذلك يتم تجميد جميع ممتلكات الحركة الخاضعة للولاية القضائية الأميركية، ويحظر عمومًا على الأميركيين الدخول في أي معاملات معها.
وفي عام 2013، أسس الكعبي حركة النجباء، وهي ميليشيا عراقية تدعمها وتمولها إيران، بحسب الخارجية الأميركية. ووفقا للبيان، تعهدت حركة النجباء علانية بالولاء لإيران والمرشد الإيراني الأعلى. كما أعلن أن إيران تدعم الحركة عسكريا ولوجيستيا.
وأكد الكعبي أنه سيتبع أي أمر، بما في ذلك الإطاحة بالحكومة العراقية أو القتال إلى جانب الحوثيين في اليمن، إذا أعلن آية الله خامنئي أنه واجب ديني. وتنشط هذه الحركة في العراق وسوريا وتقوم بمساعدة طهران في إيجاد طريق إمداد إلى دمشق عبر العراق، وجاهر قادتها بدعم إيران.
وتتنامي مخاوف واشنطن بشأن تلك الجماعة. ففي سبتمبر، قدم أعضاء مجلس الشيوخ، ديفيد برديو وتيد كروز وماركو روبيو، قانون عقوبات الإرهابيين وكلاء إيران الذي يستهدفها وجماعة أخرى.
كما قدمت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب كذلك تشريعا مماثلا في يناير. والكعبي رجل دين فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عام 2008 لتهديده أمن العراق واستقراره.
ويجاهر الكعبي بالولاء لإيران ولديه ما يصل إلى 10 آلاف مسلح، ويقول مراقبون إنه يشكل القوة الرئيسية التي تعتمدها إيران في توسيع نفوذها بالعراق. ومنذ فترة طويلة تصر الولايات المتحدة على أن الكعبي يقاتل لحساب إيران حتى من قبل أن يصبح أمينا عاما لحركة النجباء.
وفي البداية حشدت الحركة المقاتلين للدفاع عن ضريح السيدة زينب إلى الجنوب من دمشق عام 2013. ثم تعمّق دور النجباء في الصراع ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول سابق في الحكومة العراقية “أصبح تنظيم داعش فرصة للكثير من هؤلاء. حين جاءت داعش أصبح هناك احتياج لهم”. وأضاف “ازدهروا ووسّعوا نطاق الجماعة: مزيد من الأسلحة ومزيد من الأموال ومزيد من الناس. المال كان يأتي من إيران”.
وذكر مستشار أمني، يعمل مع عدد من الحكومات في الشرق الأوسط، في السابق، أن بعض أعضاء حركة النجباء يقاتلون بدافع من التديّن لكن الكثير منهم من الفقراء الشيعة الذين ينتمون لمنطقة جنوب العراق وتغريهم الرواتب التي تصل إلى 1500 دولار شهريا وتقدمها إيران.
ورغم مشاركتها في معارك كثيرة منها معارك النباعي والضابطية وسامراء، لم يكن صيتها عاليا مثل صيت ميليشيات أخرى كعصائب أهل الحق، التي انشقت عنها النجباء سنة 2013، ومنظمة بدر وسرايا الخرساني.
لكن، وفيما العالم منشغل بمراجعة الاتفاق النووي والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا كانت حركة النجباء منهمكة في مساعدة إيران على تحقيق تقدم استراتيجي حاسم، وذلك من خلال إنشاء طريق إمداد إلى دمشق عبر العراق، يمرّ عبر سلسلة من المدن الصغيرة.
وتعتبر بلدة القيراون، التي استعادتها حركة النجباء من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، إحدى النقاط الرئيسية في هذا الطريق. كما قاتلت عناصر الحركة أيضا على الجانب الآخر من الحدود في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات أخرى. ولفتح الطريق تتوغل الميليشيات الإيرانية في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع العراق حيث تتمركز القوات الأميركية.
ونسجت حركة النجباء علاقات مع المتواجدين على الحدود بين البلدين وسعت لاستثمارها في فتح الطريق المنشود. وسمحت الأموال الإيرانية لحركة النجباء بإطلاق قناة فضائية خاصة بها تحمل اسم قناة النجباء الفضائية. وتبث لقطات معدة بعناية للقتال وبرامج إخبارية وأغنيات تحثّ على القتال لإثارة حماس المؤيدين. وفي سنة 2014 روجت حركة النجباء لأغنية مهداة إلى قاسم سليماني.
العرب