بيروت – أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة السبت أن تنظيم الدولة الإسلامية مني بالهزيمة النهائية في جيب في الباغوز بشرق سوريا بما ينهي دولة “الخلافة” التي أعلنها التنظيم وامتدت في وقت من الأوقات على مساحة تصل إلى ثلث العراق وسوريا، تزامنا مع إعلان ترامب خسارة الجهاديين معقلهم الأخير في شرق سوريا.
وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية على تويتر “نبشر العالم بزوال دولة الخلافة المزعومة”. وأضاف “الباغوز تحررت، والنصر العسكري ضد داعش تحقق”.
وتشن قوات سوريا الديمقراطية هجمات منذ أسابيع للسيطرة على الجيب الواقع قرب الحدود مع العراق.
وقال بالي “نجدد العهد على مواصلة الحرب وملاحقة فلولهم حتى القضاء التام عليهم”.
وعلى الرغم من أن هزيمة الدولة الإسلامية في الباغوز تنهي سيطرة التنظيم على الأراضي الشاسعة التي سيطر عليها في 2014 وقت إعلان دولة “الخلافة” إلا أن التنظيم المتشدد لا يزال يشكل تهديدا.
وهناك بعض مسلحي التنظيم الذين يتحصنون في مناطق نائية في الصحراء السورية كما تواروا عن الأنظار في مدن عراقية حيث يشنون هجمات بإطلاق النار أو عمليات اختطاف في انتظار فرصة للخروج من جديد.
تأتي تلك التطورات بعدما تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن التنظيم خسر آخر منطقة تابعة له.
وعرض ترامب على الصحفيين خريطة تظهر الأراضي التي خسرها التنظيم خلال رئاسته. وكان الرئيس الأميركي قال في عدة مناسبات خلال الأسابيع القليلة الماضية إن الدولة الإسلامية خسرت كل أراضيها حتى رغم استمرار المعارك الطاحنة.
وتنهي خسارة التنظيم للباغوز سيطرته على أي مناطق سكانية بسوريا والعراق بعدما حكم في السابق ثلث البلدين لكنه يبقى مصدر تهديد بما لديه من مقاتلين ينشطون في مدن ومناطق نائية ويملكون القدرة على شن هجمات.
وقال السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري للصحفيين إن الدولة الإسلامية لم تنته بعد في سوريا، وإن حكومة دمشق المدعومة من روسيا وإيران هي التي تقاتل التنظيم بحق وليس الولايات المتحدة.
ويتحصن مقاتلون من التنظيم في الصحراء السورية بوسط البلاد وهي منطقة يحاصرها الجيش السوري.
وعرض ترامب خريطة يمتلئ نصفها بنقاط حمراء ومعها كلمة “قبل”، ويبدو النصف الآخر خاليا من اللون الأحمر وقال “هذه داعش في يوم الانتخابات (الأميركية)، وهذه داعش اليوم”.
ورغم أنه قال إن الخريطة تظهر نطاق سيطرة التنظيم “قبل” يوم الانتخابات عام 2016، إلا أن النسخة التي حصل عليها الصحفيون مؤرخة بعام 2014 عندما سيطرت الدولة الإسلامية على ثلث العراق وسوريا.
وانتزعت قوات مدعومة من واشنطن في سوريا والعراق على مساحات كبيرة من تلك الأراضي قبل انتخاب ترامب.
وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية منذ أسابيع لهزيمة الدولة الإسلامية في جيب الباغوز قرب الحدود مع العراق.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن نحو 60 ألف شخص تدفقوا من الجيب على مدى الشهرين المنصرمين نصفهم تقريبا مدنيون وبينهم بعض الأسرى من التنظيم.
وأوضحت قوات سوريا الديمقراطية أن من بينهم نحو خمسة آلاف مقاتل استسلموا لتلك القوات فضلا عن آخرين من أنصار وأقارب أعضاء التنظيم.
وأضافت أن معظم المقاتلين الذين رفضوا الاستسلام حتى النهاية أجانب.
ونقلت قوات سوريا الديمقراطية معظم من غادروا الباغوز إلى مخيمات في شمال شرق سوريا حيث تحذر وكالات إغاثة من ظروف إنسانية مزرية.
وكان عدد الأشخاص داخل الجيب عندما بدأ الهجوم في يناير كبيرا على نحو غير متوقع مما زاد من الصعوبات في مخيمات النازحين، وتسبب في تأجيل الهجوم النهائي مرارا.
وتعتقد الولايات المتحدة أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي موجود في العراق. وكان البغدادي هو من أعلن دولة الخلافة من على منبر جامع النوري الكبير في الموصل عام 2014.
العرب