لندن ـ تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الإثنين، بالاستقالة من منصبها، حال تصويت مجلس العموم لصالح صفقتها بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وذكر تلفزيون “آي تي في” البريطاني أن ماي قالت لكل من وزير الخارجية السابق بوريس جونسون وغيره من مؤيدي البريكست في حزب المحافظين مثل دونكان سميث وستيف بكير إنها ستستقيل إذا صوتوا لصالح صفقتها.
وفي واحد من أهم التحولات في تاريخ البلاد منذ نحو 25 عاما، تشهد الساحة السياسية البريطانية صراعا محموما حول هذا الأمر ولا يزال من غير الواضح بعد نحو ثلاث سنوات من استفتاء 2016 على الخروج من الاتحاد كيف أو متى ستتم هذه العملية أو ما إذا كانت ستحدث من الأساس.
والأحد، كشف نواب في حزب المحافظين البريطاني عن استعدادهم لدعم اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشرط تخلي رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن منصبها.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، الأحد، عن نواب بارزون بالحزب (لم تسمهم) مطالبتهم “ماي” بالتخلي عن منصبها لدعم اتفاقها بشأن بريكست.
وأضافوا أنهم قد يدعمون على مضض اتفاق ماي “إذا علموا أنها لن تكون مسؤولة عن المرحلة التالية من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير صحفية عن خطة أعدها وزراء في حكومة ماي للانقلاب عليها، وهي التقارير التي نفتها مصادر في رئاسة الوزراء البريطانية فيما بعد، حسب “بي بي سي”.
وتتعرض تيريزا ماي لضغوط متزايدة للاستقالة بعد أسبوع أجبرت فيه على مطالبة الاتحاد الأوروبي بتمديد مهلة خروج بلادها من الاتحاد.
والسبت، جابت مسيرة مليونية شوارع وسط العاصمة البريطانية لندن، للمطالبة بإجراء استفتاء جديد على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ونظمت المسيرة بالتزامن مع توقيع أكثر من 4 ملايين شخص على عريضة إلكترونية، على موقع البرلمان البريطاني، للمطالبة بإلغاء خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
والجمعة، قالت تيريزا ماي، إن بلادها تعمل من أجل مغادرة الاتحاد الأوروبي باتفاق، مؤكدة أنه لا ينبغي إلغاء المادة 50 (من معاهدة لشبونة/ متعلقة بالخروج من التكتل).
والخميس، وافق البرلمان الأوروبي بالأغلبية على تمديد خروج بريطانيا من التكتل حتى 22 مايو المقبل، في حال موافقة البرلمان البريطاني، الأسبوع المقبل، على اتفاق الانسحاب “بريكست” المقترح من قبل ماي.
وكان من المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي، في 29 مارس الجاري، إلا أن تصويتا بمجلس العموم (الغرفة الأولى من البرلمان البريطاني) أيد تأجيل الخروج، حتى تتفق رئيسة الوزراء مع البرلمان على صيغة نهائية لاتفاق بريكست.
واتخذت لندن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي بريكست عبر استفتاء أجرته في 23 يونيو 2016.
وإذا وافق البرلمان على اتفاق ماي سيكون موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي هو 22 مايو. وإذا فشلت في تمرير الاتفاق فسيكون أمام بريطانيا حتى يوم 12 أبريل لتقديم خطة جديدة أو أن تقرر الخروج دون اتفاق.
العرب