واشنطن ماضية في ضغوطها على طهران

واشنطن ماضية في ضغوطها على طهران

واشنطن – لا يعد قرار الرئيس الأميركي بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، سوى بداية لجملة من الضغوط الأميركية تعهدت بها إدارة البيت الأبيض لوقف تجاوزات النظام في طهران، باعتباره مصدر تهديد لاستقرار المنطقة.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، إن الرئيس دونالد ترامب سيواصل زيادة الضغط على إيران.

وأضاف “أستطيع أن أطمئن بقية العالم بأن الرئيس ترامب سيواصل الضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى يتغير سلوكها”.

ويعد بومبيو من أكثر المؤيدين لتسليط ضغوط متواصلة على إيران لكي تصبح دولة طبيعية وتكف عن نهج سلوك عدائي تجاه المنطقة، فهو يعمل الآن على تمرير أكبر عدد ممكن من القرارات ضد الجمهورية الإسلامية ومصالحها، بهدف خنق الاقتصاد الإيراني.

واتخذ ترامب نهجا متشددا تجاه إيران منذ إعلان انسحابه من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، كما أعاد فرض عقوبات اقتصادية جديدة على النظام في طهران.

وحث السناتور تيد كروز وبعض الأعضاء الجمهوريين الآخرين في لجنة العلاقات الخارجية بومبيو على عدم تمديد الإعفاءات الخاصة بالنفط عندما تنتهي المهلة الشهر القادم، وقالوا إن صادرات إيران تدر مليارات الدولارات على الحكومة.

وعندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي، منح ثماني دول إعفاء لمدة ستة أشهر بما يسمح لها بشراء بعض النفط الإيراني حتى مطلع مايو المقبل.

ولاقت الخطوة الأميركية بتشديد الضغوط على طهران، دعما كبيرا من عدة دول عربية تتهم النظام في طهران بدعم منظمات متشددة في الشرق الأوسط وبزعزعة استقرار المنطقة خصوصا عبر حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

وقال مراقبون في هذا السياق إن الرئيس الأميركي ماض في سياسته العدائية تجاه إيران، وقرار الذي تم اتخاذه ضد الحرس الثوري هو مجرد بداية لمزيد تضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني والواردات المالية من النفط التي تصب في خزينة الكيان الإيراني المسلح بإشراف مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي.

كما أن قرار فرض عقوبات جديدة عكس يقين الإدارة الأميركية أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على كل الموالد المالية للحكومة ويسير القطاعات الحيوية في البلاد لمصلحته ولمصلحة أنشطته التخريبية في المنطقة.

وتعكس هذه الخطوات الجريئة والسريعة من طرف الإدارة الأميركية مدى التزام ترامب بتعهداته بتضييق الخناق على إيران وجديتها في الوقوف بوجه أنشطة طهران التخريبية في المنطقة التي باتت تشكل تهديدا كبيرا لأمن واستقرار المنطقة.

وازداد التوتر في العلاقات بين واشنطن وطهران، عندما قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع ست قوى عالمية، وأمر بإعادة فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.

كما أن ثبوت تورط المخابرات الإيرانية في عمليات اغتيال لمعارضين مقيمين في دول أوروبية، سرّع من تغيير الموقف الأوروبي الذي أخذ في الانحياز إلى الموقف الأميركي تجاه الملف الإيراني، مما شكل ضغوطا متزايدة على طهران.

وتجدر الإشارة إلى أن إيران مدرجة منذ عام 1984 على لائحة الولايات المتحدة لـ”الدول الداعمة للإرهاب” المحدودة جداً، والتي تضم كوريا الشمالية والسودان وسوريا.

وفكرة إدراج الحرس الثوري، وهو جيش تأسس عام 1979 من أجل حماية الثورة الإسلامية من التهديدات الخارجية والداخلية، على لائحة الإرهاب واردة منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وبحسب ترامب، فإن هذا القرار “هو اعتراف بحقيقة أن إيران ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، بل إن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له”.

العرب