أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي تعيين قائد جديد للحرس الثوري الإيراني الذي يعد القوة العسكرية العقائدية الأهم في البلاد، وذلك بعد أيام من تصنيف الولايات المتحدة له منظمة إرهابية.
وأصدر خامنئي مرسوما يقضي بتعين اللواء حسين سلامي (59 عاما) قائدا للحرس الثوري بدلا من اللواء محمد علي جعفري الذي قاد الحرس منذ سبتمبر/أيلول 2007.
وذكر بيان صادر عن خامنئي أنه منح سلامي -وهو النائب السابق لقائد الحرس- رتبة لواء قبل تعيينه قائدا للحرس، بينما تم تعيين الجنرال جعفري قائدا لفرع آخر من فروع الحرس المعروف باسم “بقية الله”.
وأشار البيان إلى أنه بالنظر إلى “ضرورة التغيير في قيادة حرس الثورة الإسلامية (…) ونظرا إلى كفاءتكم وتجاربكم القيمة في الإدارة العامة وتصديكم للمسؤوليات المختلفة في الأجهزة الثورية والجهادية والشعبية لحرس الثورة الإسلامية، قررت منحك رتبة لواء وتعيينك قائدا عاما لحرس الثورة الإسلامية”.
ووفقا لما ورد في بيان خامنئي، فإن جعفري نفسه طلب هذا التغيير لرغبته “في التواجد بالحقل الثقافي ولعب دور في الحرب الناعمة”، وقد تم تعيينه مسؤولا عن مقر “بقية الله” الثقافي والاجتماعي.
من هو سلامي؟
ولد اللواء سلامي عام 1960 في مدينة كلبيكان ودرس الهندسة الميكانيكية في جامعة العلم والصناعة.
وشارك سلامي -الذي كان نائبا لقائد الحرس على مدى تسع سنوات- في الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، وقاد القوات الجوية للحرس قبل أن يتولى نيابة قائده.
ونقلت وكالة فارس للأنباء أن سلامي نصح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي “بالتدرب على السباحة في المتوسط لأنه قريبا لن يكون أمامك خيار سوى الهرب بحرا”.
كما نقلت عن سلامي قوله إن باستطاعة حزب الله اللبناني تدمير إسرائيل، إذ “ليسوا (الإسرائيليون) بمستوى أن يشكلوا تهديدا لنا.. حزب الله كاف لتدميرهم”.
وذكر التلفزيون الإيراني أن سلامي قال في يناير/كانون الثاني الماضي إن إستراتيجية الجمهورية الإسلامية هي محو “الكيان الصهيوني” من على الخريطة السياسية.
الحرس الثوري
ويتألف الحرس الثوري الإيراني -وفق تقديرات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن- من 350 ألف عنصر، بينما يرى معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أن عدد أفراده لا يتجاوز 125 ألفا.
ويرتبط الحرس الثوري مباشرة بالمرشد الأعلى، ويمتلك قوات مشاة وبحرية وجوية خاصة.
وتعمل قوات الحرس بموازاة الجيش النظامي الإيراني، ومهمتها “حماية الثورة الإسلامية وإنجازاتها”، إضافة إلى “حماية الحكم الإسلامي ونشر أهدافه في الخارج”.
وصنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرس الثوري منظمة إرهابية يوم 8 أبريل/نيسان الجاري، في خطوة -لم يسبق لها مثيل- أثارت تنديد إيران ومخاوف من هجمات انتقامية على القوات الأميركية.
والحرس الثوري مسؤول عن برامج إيران النووية والمتعلقة بالصواريخ البالستية. وحذرت طهران من أن لديها صواريخ يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، مما يضع إسرائيل والقواعد العسكرية الأميركية بالمنطقة في مرمى نيرانها.
المصدر : الجزيرة + وكالات